❞ المدن الكبيرة تنهش الغرباء، وهذه المدينة أقسى مما تخيلت، قديمًا كانوا يقولون إنك إذا سافرت إليها لا تدخر شيئًا، إنها مدينة الغواية، تؤجج أحلام طفولتك وصباك، تجعل كل أحلامك ممكنة إن امتلكت المقابل، كل ما قالوه عنها لم أختبره قط، ❝
حافة رطبة للكاتبة عزة سلطان
15 قصة مترابطة في 90 صفحة.
أحب الكتابة عن النساء عن معاناتهن، عن التيه والألم والصمت الذي يُولد معهن فقط لأنهن إناث في عالم لا يراهن.
في حافة رطبة لم يكن في النية الهروب بل في وجود أمل صغير أن الحياة في مكانٍ آخر ربما تكون أقل خيبة وخذلانًا، فهن نساء يبتسمن للغرباء ويبكين في الغرف الضيقة، ويحسبن المواصلات بالساعات والجنيهات سيدات متفرقات لكن وجعهن واحد؛ كلهن خرجن من وطن خذلهن وعائلة لم تراعِ، وأصدقاء اختفوا مع أول أزمة.
جئن إلى الخليج بحثًا عن عمل يليق بهن وبدراستهن، لكن لا شيء يليق لا الوظيفة ولا المرتب ولا السكن وحتى الطعام، الحياة نفسها لا تليق.
الكاتبة تسرد بتشابهٍ مقصود، وكأن البطلة واحدة بلا أسماء لكن التفاصيل مختلفة، تنام وتستيقظ في سرير صغير محملة بالانتظار والخذلان، كأننا نقرأ يوميات امرأة واحدة بحيوات مختلفة مليئة بالتفاصيل المؤلمة التي تلازم المغتربين عن الوطن من أجل لقمة العيش كالطعام المؤجل لتوفير ثمنه والمواصلات المحسوبة وركوب عجلة القدم بدلاً من عجلة السيارة، التفكير الذي لا يتوقف عن حساب المعيشة والمستقبل والماضِ والوحدة الثقيلة.
الكاتبة لا تقدم بطلاتها كضحايا ولا كأبطال خارقين أو مثاليين، بل كنساء عاديات جدًا محملات بعبء المسؤولية وبخذلان مضاعف من الأهل وخاصة الوطن.
الصراع النفسي هو البطل الحقيقي والأداة الأقوى التفكير المستمر كالأرق والجوع والشعور بعدم الجدوى، والأمومة الثقيلة على القلب والجسد والعقل.
السرد خالٍ من التجميل المبالغ فيه ولا تثقله المصطلحات اللغوية، اللغة ممتازة مناسبة لما يتم طرحه في العمل أحببت الأسلوب، لأنه يشبه النساء التائهات وأحببت الكتابة بهذا الشكل.
#مسابقة_ريفيوهات_عزة_سلطان
#فنجان_قهوة_وكتاب