سلوي
سيرة بلا نهاية
كريم جمال
تختلف نهايات الأشخاص في تلك الدنيا ..
بالطبع الجميع يتراوي تحت التراب مهما طال العمر تاركا من خلفه الاهل و الاحباب و الأملاك و أيام الحزن و أيام السعادة ...
في لحظة الموت الكل سواء و لكن تختلف الناس فيها بينها فيما بعد الموت ...
كيف عاش و ماذا سوف يحمله معه من حسنات او خطايا و هذا في علم الغيب و لا يحكم فيه الا الله سبحانه و تعالي ...
و لكن يبقي ماذا ترك من خلفه و لا اقصد المال او الأملاك التي تنفع الورثه و قد تكون سبب لصراعاتهم و افتراقهم و التي قد تصل الي ساحات القضاء و ربما تصل الي ابعد من ذلك بكثير ...
ماذا ترك من سيرة هذا هو الأهم....
الانسان يموت و سيرته قد لا تموت اذا كان صاحب علم او معرفه أفادت البشر او كان يملك قلب و نفس صافيه احتضنت الاهل و الأصدقاء او كان صاحب رساله جاهد من اجلها و اتت ثمارها في حياته او ربما بعد مماته ...
المهم السيره لا تموت ...
قد تختفي السيرة في اوقات ما نتيجه لظروف الحياة و احداثها التي لا تنتهي و لكن ابدا لا تتواري طالما هناك اصحاب أقلام و ضمائر قررت ان تعيد للذاكرة سيرة أشخاص تستحق ان تكون حاضرة من وقت لآخر ...
سلوي حجازي فتاة لم تكمل تعليمها الجامعي لظروف زواجها مبكرا و تلك كانت عادة العائلات المصريه خاصه الارستقراطيه في ذلك الزمان ..
تقدمت للعمل بالتلفزيون المصري متذ بدايته عام ١٩٦٠ و هي زوجه القاضي الجليل و ام ل٣ أطفال و كل مؤهلاتها شهادة الثانويه من ليسيه الحريه و ايجادة اللغه الفرنسيه و الأهم وجه بريء و صوت رقيق ...
حبها و شغفها للشعر و الفن التشكيلي اضاف لشخصيتها الكثير من الرقه و النعومه في التعامل مع الآخرين فاستطاعت ان تجد مكان مميز قي عملها و بين زملائها و تلك الصفات اعطت لها فرصه لتقدم برنامج للأطفال باسم عصافير الجنه اقتربت من خلالها بكل عائله مصريه لديها طفل يتابع ماما سلوي ...
لم يتوقف طموحها عند برامج الأطفال بل قدمت برامج حواريه مع نجوم المجتمع في كافه المجالات و قدمت برامج اخري تواكب بها الاحداث خاصه بعد هزيمه ٦٧ و اصرارها علي زيارة مدن القناة و نقل آثار النكسه علي المدن و علي أهلها لتفاجأ جمهور التليفزيون انه هذا الوجه الملائكي و الصوت الرقيق يحمل في قلبه ألم الهزيمه و لكن بأمل النصر القريب ...
و تبدأ سلوي حجازي تلبي مهام عملها في السفر خارج مصر لتغطية بعض الاحداث العامه مثل مرافقه ام كلثوم قي رحلة باريس او السفر من أجل تبادل المعلومات و المساهمه في تطوير برامج تليفزيون بلاد شقيقه مثل ليبيا ....
رحله ليبيا هي النهايه لتلك السيدة الرقيقه التي اكملت عامها الأربعين متذ ايام قليله نن سفرها في فبراير ١٩٧٣ ...
اثناء العودة علي الطائرة الليبيه الي القاهره و قبل دقائق من الهبوط حدث عطل مفاجيء في اللوحات الرقميه للطائرة و ارتعشت كل مؤشرات اللوحات الرقميه و فقد الطيار الفرنسي قائد الطائره السيطره علي مسارها الصحيح نحو مطار القاهره للهبوط و فقد القدرة علي التوجيه الآلي لها ليجد نفسه أصبح في سماء الضفه الشرقيه المحتله ليجد ٤ طائرات ميج تحمل العلم الاسرائيلي تحاوطه ثم تطلق الصواريخ عليها لتصيب مؤخره و مقدمه و كابينه الطائرة الليبيه التي تقل ١٠٦ راكب منهم
" صالح بويصير " وزير الخارجيه الليبي السابق و هو رجل مناضل جاهد من قبل ضد السلطة الاستعماريه و النظام الملكي الليبي و له دور كبير في انشاء حركة فتح الفلسطنيه فضلا عن دوره الهام و الخفي مع المنظمات الفدائيه ... فضلا عن ٩ هم طاقم الطائره ....
فقد التليفزيون المصري في تلك الحادث مذيعته الرقيقه سلوي حجازي و مخرجه المبدع عواد مصطفي ...
ماتت سلوي حجازي تاركه من خلفها ديوانين شعر و لوحات زيتيه و ارشيف من برامج الاطفال و برامج حواريه و تغطيات اعلاميه نادرة للمؤتمرات الهامه و الاحداث الجاريه و ثلاثة ابناء في سن المراهقه و طفل عمره عامان
و يبقي لغز اسباب ضرب طائرة ركاب و كان من الممكن اجبارها علي تعديل المسار او الهبوط الاضطراري !!!
و لتبقي سيرة سلوي حجازي ...بلا نهاية