رواية عرش على الماء
تأليف: محمد بركة
مراجعة: معاذ العصفور
عدد الصفحات: ٣١٢
تقييمي: ٦/١٠
تنصح بقراءته: لا
التاريخ: ٢٩/٧/٢٠٢٥
——————
.
قبل البدء..
.
حين يحكم على كل الملتزمين بالدين على تصرف فردي سيء وتشوّه صورتهم، ولا يحكم على باقي البشر على القنطار وتغفر زلتهم، نعرف هنا اختلال وحدة القياس لديهم، الأحكام الشرعية نزلت لجميع المسلمين، فلا يوجد بالإسلام مسلم تطبق عليه الأحكام وآخر معفي منها. بل على الجميع الالتزام بما جاءت به الشريعة ونقول للمحسن أحسنت والمسيء أسأت.
.
.
نبذة عن الكتاب..
.
تحكي قصة الشيخ مشهور محسن الوحش والذي كان فصار، كانت نيته سليمة ومنبته طيب فصارت نيته خبيثة وأفعاله أخبث.
.
استغل الدين ليتمكن، والأعراف الاجتماعية ليسود، فكانت له حظوة وسطوة وكلمة مسموعه عند الحاكم فتحكم في رقاب المحكومين.
.
رواية تحكي واقع مرير نعيشه كل يوم وتمر علينا مثيلاته كل ساعة، والاختلاف يكون بالمكان والزمان والشخوص.
.
الكاتب مع أني لا أعرفه ولكن يبدوا لي أن خلفيته ومرجعيته الدينية كبيرة جداً، تكاد لا تجد فصل من فصول الكتاب إلا وهو يلمح لآية أو يتطرق لحديث أو ينقل لنا أثر، وهذا يدل على نشأته المتدينة فيما يظهر لي.
.
رواية منذ بدايتها وهي تحوم وتدخل وتقتحم الحمى التي نهانا النبي صلى الله عليه وسلم أن نقتحمها أو نقترب منها، فعلى سبيل المثال لا الحصر:( إذا كان الله خلق الرجل على صورته، فمن المؤكد أنه خلق المرأة على صورة الفاكهة). (سبحانه… ابتلى سليمان بحب الصافنات الجياد وابتلاني بحب الشقراوات الناهدات.) (لو كان الكبرياء ثوب الإله، فالحب سره القديم.) (حتى لا تزاحمه في عشقه الإلهي.)(ربي إني لما أنزلتَ إليَّ من خير أمير. ) وهنا أيضاً يعرض بالآية الكريمة (ان الله لا يستحيي أن يضرب مثاً ما بعوضة) فيقول (سبحانك… لا تستحي أن تضرب مثلًا ببعوضة وأستحي سؤالك أن تجعل لي عرشًا في الدنيا على صورة عرشك العظيم…)
.
وهنا بأسلوب تهكمي لا يخلوا من الوقاحة يعرض بحديث النبي صلى الله عليه وسلم(إن القلوب بين إصبعين من أصابعه يقلبها كيف يشاء). فيقول: (أرى عاريات السيقان في بلاد الحسن والفرنجة فلا تهتز مني شعرة، وأرى العباءة الرخيصة في زقاق ضيق أو عطفة مظلمة فيصبح قلبي بين إصبعين من أصابع إبليس.)، وفي موضع آخر يعرض بالآية الكريمة:(يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ) فيقول:(والله متم فطرته التي فطر الناس عليها ولو كره أبي و"السعيد" ).
.
الرواية تعتبر جريئة وللكبار فقط فهي تحتوي على جمل عديدة خادشة للحياء العام، ليس لها داعي بسياق النص، على سبيل المثال لا الحصر:(يشمل الـعرض هدية عبارة عن "بودي جارد" منحوت على الطريقة الإفريقية، يجفف نهديها المبتلين ويُلبسها الروب دون أن تهتز شعرة بين فخذيه.). (أنتشي بلذة المنصب فتعتريني هزة تفوق هزة الجماع.).
.
لا أنصح بقراءتها لأسباب عديدة وكثيرة، أهمها أن الكاتب كان يستطيع ايصال المعنى من دون التعرض والاستهزاء والجرأة على آيي القرآن والأحادث النبوية الشريفة.
.
.
-: اقتباسات :-
.
❞ المضطر يركب الصعب أحيانًا، لكنه يركب الأكاذيب دائمًا. ❝
.
❞ أنتشي بلذة المنصب فتعتريني هزة تفوق هزة الجماع. ❝
.
❞ إذا أردت الانتصار على مصري قبل أن تبدأ المعركة فأوحِ إليه أن النبي سيكون خصيمه يوم القيامة، لن ينصاع لكلامك فقط بل سَيُقبِّلُ حذاءك متمنيًا العفو والسماح. ❝
.
هنا يسرد الكاتب واقعة حقيقية حدثت في مصر، حينما فرح بعض الأحزاب الاسلامية بهزيمة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر في معركته ضد اسرائيل، يقول الكاتب على لسان الشيخ مشهور ❞ قلت إنني سعيد لأننا لو كنا انتصرنا في هذه الحرب ونحن في أحضان الشيوعية لأصابتنا فتنة في ديننا، أيدت سجود الشعراوي لله شكرًا على الهزيمة لأنه سبحانه نزَّهنا عن هذا الابتلاء. ❝
.
❞ الجاه كأس من دم أحمر يرفعه الشيطان. ❝
.