اسم الكتاب: حافة رطبة
الكاتبة: عزة سلطان
دار النشر: بيت الحكمة للنشر والتوزيع
عدد الصفحات: 116 صفحة على تطبيق Abjjad | أبجد
- كانت لديّ صديقة فقدت أثرها في الغربة منذ سنوات.
خرجت من زيجة مهشّمة، تركت ابنها الصغير لأمها، وسافرت إلى الإمارات لا تعلم ما الذي تبحث عنه بالضبط: وظيفة؟ دخل مادي؟ بداية جديدة؟ أم رجل يعيد إليها ما أُخذ منها؟
ابتلعتها قسوة الغربة، وتعرت أمام نفسها من كل شيء.
كنت شاهدة على ألمها، على بكائها ومخاوفها، علي تعلقها بكلمة حب من اي رجل يرجع لها بها قيمتها التي فقدتها ، على محاولاتها التي نحتت فيها بأظافرها للحصول علي وظيفة ، فقط حتى لا تعود مكسورة، وتوصم بالفشل مرة اخري بعد فشل زيجتها.
كنت أظنها قصتها وحدها، حتى قرأت حافة رطبة.
أدركت أن هذه ليست حكاية فردية… بل مرآة لقصص نساء كثيرات، متشابهات ، و ضجيج أصواتهن لا يُسمع وجعها إلا في سطور عزة سلطان.
الكاتبة لم تجمّل الألم. بل تعرّيه.
كتبت الحقيقة دون تجميل و دون ابداء حلول وكأنها كانت هناك شاهدة علي كل شيء .
كتابة الكاتبة عن المرأة لم تكن سطحية أبدًا، بل شعرت وكأنها تُنصت جيداً لما يدور داخلنا، لما لا نجرؤ على قوله. وكأنها سمعت صوت كل واحدة فينا وعبّرت عنه بصدق مؤلم.
" مشاعرها المهشّمة، أفكارها المتضاربة، وحدتها وسط الزحام، صراعاتها اليومية بين الرغبة في البقاء والخوف من الانهيار، بين التنازل والبكاء، بين حب الآخرين وحب الذات."
.و غربتها الحقيقية داخل نفسها ليس فقط غربة الوطن.
في هذه المجموعة، نلمس أصوات نسائية متعددة، كل واحدة منهن تواجه شكلاً مختلفًا من الغربة:
غربة الوطن، غربة العلاقة، أو أقساها… غربة المرأة عن ذاتها.
كل قصة كانت كأنها مرآة.
رأيت فيها صديقتي، ورأيتني.
رأيت آلاف النساء، وسمعت وجعًا مألوفًا كأنّه يُقال لأول مرة.
رأيت كم نحن هشّات، وقويات، وضائعات، وباحثات عن شيء لا اسم له.
الامل ان كل مشاعرنا لم تكن مرضية او عشوائية ولكنها كانت حقيقية ومتشابهه حد الالم .
“و يظل السؤال : هل صراعات النساء في العالم لن تنتهي… هل العالم بحاجة إلى المزيد من الألم، ليولد منه النور.؟”
**رغم أن هذا هو ثاني كتاب أقرأه للكاتبة، شعرت وكأني أمام كاتبة جديدة تمامًا.
كل كتاب من كتب عزة سلطان هو حالة متفرّدة، بثوب مختلف وروح متغيّرة.
الأول (مسافة آمنة) كان أقرب لدليل للعلاقات، محمّل بالوعي والتأملات،
أما حافة رطبة فكان موجة شعور صافية، موجعة وصادقة، لا تنظّر بل تعيش معك اللحظة.
الكاتبة تتلبّس الشخصيات بمهارة مرعبة، تكتب كل مرة بلغة جديدة، وكأن كل كتاب تكتبه امرأة مختلفة من داخلها.
ولذلك لا أملك إلا أن أواصل الرحلة معها، إلى الكتاب الثالث…
"أن تحبي رجلًا متزوجًا"
ربما يكون الأكثر جدلًا… لكن بعد كل ما قرأته لها، أثق أني لن أخرج منه كما دخلت."ربما".
الاقتباسات
❞ نحن نضيق بما لا نعرف ولا نفهم، وينكسر صبرنا على نصل العجلة، نضيق بالملاحقات لنقدِّم شروحًا لما نفعل،"