قرأتها في اغسطس 2022
هذه الرواية حقا كانت من تلك القراءات التي تُنهك القلب وتوقظ أسئلة لا إجابات لها
ما توقعته مجرد حكاية عن فقدان طفل، تحوّل سريعًا إلى غوص عميق في فجائع الإنسان حين يُنتزع منه كل ما يعرفه عن الأمان، وعن العدالة، وحتى عن الله
لم يكن الألم في القصة وحده، بل في الصدق الفادح الذي كُتبت به، وفي التفاصيل القاسية التي شعرتُ أحيانًا أنني بحاجة إلى التوقف عن قراءتها فقط لأستوعبها
الربط بين الضياع الجغرافي والتيه الروحي جاء بارعًا، والشخصيات كتبت بوعي نفسي حاد، خاصة صراع الأم بين الإيمان والصبر، وتفكك الأب في مواجهة فاجعته.
ولعل أكثر ما صدمني، هو ما اكتشفته لاحقًا من أن الكثير مما ورد في الرواية ليس من وحي الخيال تمامًا، بل يستند إلى وقائع موجعة تحدث فعلًا، وهذا ما جعل الألم مضاعفًا.
رواية موجعة بقدر ما هي ضرورية وتجعلنا نعيد النظر في فكرة أن الرعب الحقيقي لا يسكن الغرف المظلمة... بل في اتساع الحياة حين تضيع خارطتها.
وما يدعو للفخر جدًا وجود كاتبات عربيات، سعوديات، يكتبن بهذا العمق والجرأة، ويقدمن أعمالًا تُثبت حضور الأدب النسائي العربي بقوة في المشهد المعاصر