بمجرد قراءة الإهداء والتعريف تشعر أنك تقرأ أدبا روسيا ملؤه الألم والاعتزاز، بلغة تفتقدها في كتابات أيامنا هذه.
تجد طفولتك في بعض قصصها، دراجة كانت حلم حياتك، رحلة القطار التي لم تمتلك تذكرتها فتتعلق بالسبنسة، حصة الرياضيات التي لم يُكتب لك فك شفرتها مع معلم يخلق من حصته سجن يتناوب فيه التلاميذ على أن ينال كل واحد منهم قسطه من التعذيب، ثم يطل الفقر برأسه في قصص أخرى حتى لتتمنى لو تصير كلبا.
ستة عشر قصة تنساب على لسانك ومشاعرك في لغة فاخرة صادقة تجعلك توقن أن الكاتب يحكي عن نفسه.
إكثر ما أعجبني في هذه المجموعة القصصية هو البساطة والوضوح، قد تقرأ قصة لكاتب ولا تفهم لها مغزى وكأن الغموض هو الهدف من كتابتها، لا أحب القراءة التي تجهدني ثم لا أصل لشيء في النهاية، أجد المتعة في البساطة والوضوح.
أحيي الكاتب على قدرته على عصر ألمه وآلام من حولة لنستخلص نحن قصصا وعبر ومتعة خالصة.