العراة
إبراهيم عيسى
94 صفحة
دار ريشة للنشر والتوزيع Risha Publishers
2025
عندما تخدع فى كتاب
في هذا العمل ، شعرت منذ الصفحات الأولى أنني في طريقٍ غير مألوف، ليس بسبب طبيعة العمل فحسب، بل بسبب الطريقة التي تم تقديمه بها.
ففي نصف العمل الأول، أُقحمتُ قسرًا في مقدمة ودراسة نقدية مطولة، لم أجد فيها إلا محاولة لتوجيه القارئ وإملاء رؤيته مسبقًا قبل حتى أن يخوض في النص.
دراسة لم تفتح لي أبواب التفكير، بل ضيّقت مساراته، وكأنها تريد من القارئ أن يرى ما أراده كاتب الدراسة، لا ما قد يراه بنفسه.
فكانت استباقًا للرؤية، وخنقًا للتجربة.
المشكلة لم تتوقف عند هذه البداية المربكة.
فالنصف الآخر من الرواية أو بالأحرى ما تبقى من مساحة الكتاب المحدودة جاء محشوًا بمشاهد جنsية وشhوانية تتخفى خلف قناع الفلسفة الsياسية، لكنها في الحقيقة
بدت كاستار رقيق، لا تكاد تخفي شيئًا من جسد النص العاري. لم أجد قيمة أدبية تُذكر في هذا الجزء، بل رأيت استعراضًا لغويًا يتكئ على إثارة حsية خالية من العمق.
العمل بدا لي كخليط غريب من مشاهد أفلام، بعضها قد يُعرض على شاشات السينما دون تصنيف عمري، وبعضها الآخر لا يُعرض إلا في غرف مغلقة، وكل ذلك مغلف بلغة شعرية مفخمة، تسعى لإضفاء طابع فلسفي، لكنها لم تنجح في جعلي أرى العمل سوى مهرج في زي فيلسوف أو بهلوان يحاول أن يبدو حكيمًا.
الرمزيات كانت حاضرة بقوة، لكنها زادت العمل غموضًا لا قيمة له. هل البطل يحلم أم أنه في صحوه؟ هل هو أعمى ام يرى أكثر مما يجب؟ وهل الخيول المذبوحة ترمز لل3رب؟... رموز تُلقى في وجه القارئ دون بناء حقيقي، ودون عمق كافٍ يدفعك للتأمل، فتبدو كزينة زائفة على حائط هشّ. وحتى الحب، حين دخل الرواية، جاء بوجه أفلاطوني ميت، أقرب إلى نوستالجيا غير واقعية، لا وجود لها إلا في خيال المراهقين.
اللغة، وإن كانت متقنة من حيث الشكل، إلا أنه أُفرط في استخدامها حد التقزز. المبالغة في الوصف والتمجيد اللفظي جعلتني أشعر أن الكاتب يصرخ في أذني: "انظر كم أنا عميق!"، في حين أن العمق الحقيقي كان مفقودًا.
كقارئة، شعرت بالخذلان. فالرواية التي كان يمكن أن تخرج برؤية أكثر اتزانًا، تحولت إلى عمل هجين لا أدري إن كان يريد أن يكون رواية فلسفية أم فيلمًا حsيًا بثوب أدبي. ربما لو اكتفى الكاتب فقط بالفكرة، وصاغها بلغة أكثر رصانة، بعيدًا عن الإيحاءات المستهلكة والمبالغة في الترميز، لكان لنا رأي آخر.
أعطيت الرواية نجمة واحدة فقط – احترامًا لدار النشر التي تجرأت على طرح عمل كهذا، .
#خمس_سنوات_من_عمر_ريشة
#عيد_ميلاد_دار_ريشة
#ما_وراء_الغلاف_مع_DoaaSaad