الخال > مراجعات كتاب الخال > مراجعة Mahmoud Toghan

الخال - محمد توفيق
تحميل الكتاب

الخال

تأليف (تأليف) 4.3
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

1️⃣ الموضوع : قراءة نقدية

2️⃣ العمل : كتاب " الخـــال "

3️⃣ التصنيف : سيرة ذاتية

4️⃣ الكاتب : Mohamed Tawfik

5️⃣ الصفحات : 252 Abjjad | أبجد

6️⃣ سنة النشر : 2025 م

7️⃣ الناشر : دار ريشة للنشر والتوزيع

8️⃣ التقييم : ⭐⭐ ⭐ ⭐

▪️‏هنا .. من قلب الوطن ، ونبع الأصالة والشجن، رحلة كتبها محمد توفيق إلى روح الجنوب، حيث تتعانق أصالة الطين ، مع عزم لا يلين، وتتشابك جذور الناس بالأرض، كهف الأمان للعرض، ينبت فيها الرجل شامخًا، يغار العزُّ من طينه، ويسري في شرايينه ، جوار المقام القناوي ، يُصرَف عنه الشر والمساوي، ويرفع راية الأدب، ويعلو الفخر بالنسب، في قنا بلد الأصالة والرجولة والطيبة والفضيلة ، يُظلِّله شعاع الشمس الذي يحرق كل شيءٍ حوله إلا قلوب أهل الصعيد، فيزيدها شعاع الشمس بأسًا، ويرفع في لُقى الأهوال رأسًا... لأنه وكما قال الجخ:

‏في قنا الناس التقال

الدهب والخيـر تِلال

الشرف طرح الصبايا

والأدب عمم الرجـال

▪️وُلِد عبد الرحمن الأبنودي في قرية أبنود بمحافظة قنا ، في أسرة بسيطة ، لوالده شيخ البلد، ومأذون الناحية، وإمام المسجد، والكاتب، والشاعر محمود الأبنودي، ولأمٍّ اسمها فاطمة قنديل ، ترعرع الولد في كنفهم بعد دعاءٍ متواصلٍ من الأم، لربها أن ينجي لها ابنها من شر أصابه ، فيكون ؛ لتقف بكل شموخ وتقول: "هزمتُ الموت بدعائي."

▪️ملتحفًا برداء الخير والسلامة ، وغائصًا برجليه في طين الكرامة، نشأ الولد يلبس ثيابه الدمور الخفيف، يصطاد السمك، ويرعى الغنم، في صحبة زميله وابن جلدته أمل دنقل، يكتبون قصائدهم في البداية بالفصحى، حتى أخبره مدرس الفرنساوي بأنه: لمن يكتب هذا الكلام إن لم يكتبه لهؤلاء المساكين الغلابة الذين لا يجدون من يعبِّر عنهم؟ فلا يكتب ..عندها عدل الأبنودي عن الشعر الفصيح، وكتب بلغة قومه، وبأسلوبهم، منهم خرج، ولهم كتب، وعنهم قال، فوصل المقال، وعمَّ البلاد، وأدهش العباد في رحلةٍ مليئةٍ بالشجن يعانقها الوفاء في المحن ، مع جمعٍ غفيرٍ من القوة الناعمة في هذا الزمان، من الكتَّاب والشعراء والمثقفين والأدباء والمطربين والملحنين والسياسيين.

▪️فاختلط بالشاعر أمل دنقل، ذلك الرفيق الصعيدي الذي سار معه الدرب، وإن فرَّقت بينهما العامية والفصحى .. وجالس الكبار من أمثال محمود درويش شاعر المقاومة، ويوسف السباعي أسطورة القصة، والعم نجيب محفوظ، سيد الملاحم الروائية، فصار صديق الأدباء، ومُجالس الشعراء، يُشار إليه بالبنان، حين يطلق العِنان، لقلمه صدى مسموع، يُنصت له الجموع، يجلس بينهم كواحدٍ من أبناء الحكاية، وإن كان لسانه لسان الأرض..حتى زواجه الغريب بالإعلامية نهال كمال والذي كان حديث الصحافة والإعلام حيناً من الدهر ، تغلبا عليه وفاز العشق بينهما واكتمل بآية ونور .

▪️ومع ذلك، لم يكن الخال شاعر قصيدة فقط، بل كان روائي السيرة، وسارد التاريخ الشعبي، حين عشق السيرة الهلالية، ووهب لها عمره. لم يكتفِ الأبنودي بسماعها على لسان الحكّائين، بل طاف البلاد، وجمع روايات السيرة الهلالية من صدور الرجال، وحفظها كأنها كنزٌ ثمين، ليُصبح هو آخر الرواة الكبار للسيرة الهلالية في العصر الحديث. لم يكن يجمعها للحفظ، بل ليحفظها من الضياع، فصار هو ورفاقه من الباحثين جسرًا تعبر منه السيرة إلى الأجيال الجديدة.

▪️وفي قلب قصائده:

طاف الخال حول الدنيا يكتب شعراً يعرف باسمه ، ليس كغيره ، يحكي شعراً ، يبكي دهراً ، يصلك سحراً ، يروي قصصاً ، يصلك ونساً ، ومن أشهر ما كتب الخال :

•"المربعات": تلك التي كتبها على نسق الحكم الشعبية، مربعاتٌ من الشعر كأنها ألواح صلصالٍ من قنا، تحكي وجع البسطاء، وتروي قصص الفقراء، تُناضل الظلم، تُناطِح العلم، تُجابه الحلم، وتؤرِّخ للأجيال، ويُحوِّل الحال إلى مقال، يُبسط العرض بروح الأرض.

•"يامنة": القصيدة الأشهر، حكاية الصعيدية التي باتت رمزًا، أنشودة وجعٍ لنساء القرية، ترسم فيها صورة الأنثى الصعيدية المحاصرة بالعادات، فتصير قصيدة الخال صرخةً في وجه القهر .. تشعر بسعادة بالغة حين تسمعها أو تقرؤها، فهي تُخلِّد كل أم، وتُكرم كل سيدة مُسنّة، وتضعها في مكانة عالية لا يصل إليها أحد، لذلك بقيت «يامنة» وستبقى .

•"حراجي القط": تلك الملحمة، حيث رسائل حراجي لعروسه فاطمة عبد الغفار، ليست سوى أناشيد العمال، قصة البسطاء الذين بنوا السد العالي، فتغدو كل رسالةٍ من حراجي هي رسالة وطن.

▪️كذلك كتب الأغنية الوطنية والعاطفية معًا:

ومن أشهر ما كتب لأباطرة الغناء في مصر :

•‏ لعبد الحليم حافظ:

‏"عدى النهار"

‏"أحلف بسماها وبترابها"

‏"ابنك يقولك يا بطل"

‏"أنا كل ما أقول التوبة"

‏"الهوى هوايا"

•‏ لمحمد رشدي:

‏"تحت الشجر يا وهيبة"

‏"عدوية"

‏"وسع للنور"

• ‏لنجاة الصغيرة:

‏"عيون القلب"

‏"قصص الحب الجميلة"

• ‏لشادية:

‏"يا أسمراني اللون"

‏"قالي الوداع"

• ‏أهدى لصباح:

‏"ساعات ساعات"

• ‏لمحمد منير:

‏"شوكولاتة"

‏"كل الحاجات بتفكرني"

‏"من حبك مش بريء"

‏"قلبي ما يشبهنيش"

‏"يا حمام"

‏"يا رمان"

‏‏

• علي الحجار:

أغاني مسلسلات أشهرها "ذئاب الجبل"

وكأن الأغنية كانت وسيلته ليصير صوت الشعب، لا النخبة .. بصوت الكل لا الصحبة ، لا يطلب عليها أجرًا ولا نسبًا ولا سببًا، ويقول: "الأغنية لا تخصني وحدي، بل معي من لحن، ومن غنى، ومن وزع، ومن ومن..."

▪️وعلى حين غِرّة، يُعرَض عليه سيناريو فيلم "شيء من الخوف"، ذلك الفيلم الذي صار رمزًا للخوف من السلطة، والاستبداد، والمقاومة الصامتة، فيقوم بتغييره في يومين، ليصل صداه، ويُحقِّق مغزاه.

▪️سطع نجم الأبنودي في زمن المد الوطني الذي أعقب ثورة يوليو، حين صار صوت الفلاحين والبسطاء مسموعًا في زمن الحلم الكبير لم يعرف الخال إلا الولاء للوطن، للناس، للشعب، للفقراء،صوتًا لا ينكسر، ولا يُحابي هو شاعر الأرض، وصوت الطين، وسارد السيرة، الخال الذي لم يترك في قنا قصيدةً إلا كتبها، ولا في القاهرة أبوابًا إلا طرقها .. أدماه العدوان الثلاثي، وجرح قلبه نزيف نكسة يونيو، وداواه نصر أكتوبر المجيد ، لكن لم يغلق عينيه عن النقد.

▪️أحب عبد الناصر كزعيم ابن الفقراء، رغم ما أخذه عليه، وظل يرى فيه رمزًا وطنيًا رغم خلافات الرأي ، فزج به في السجن مع الغيطاني وصلاح عيسى وحجاب وغيرهم ،، كانوا غاضبين وكان يغني .. عارض السادات في توجهاته، ووقف أمام سياسة الانفتاح التي رأى فيها تهديدًا لروح الوطن ، ومع وصول مبارك، دخلت البلد وهو معها في ركود طويل، لكن جذوة الشعر لم تخمد داخله. حتى إذا انطلقت شرارة الثورة في 2011، اشتعل قلبه من جديد، وأضاءت روحه، فعاد يغني للوطن والثوار، وكأن الزمن استدار ليعيد إليه صباه ؛ ليكمل المشوار.

▪️رحلة كتبها محمد توفيق بقلم الصاحب، رسمها بريشة المصاحب، حكاها العارف بالحال، برؤية صادق المقال، ببنان عاشق الخال، بقلم من يعرف الحكاية، ومن سمع الرواية من أساسها، أو ربما عاشها، فجاءت لغته فصيحة السرد، جميلة العرض، تامة المعنى، خفيفة المبنى، لا تكلف فيها ولا اصطناع، ولا خلل ولا ضياع، وجاء حوارها على لسان الشخوص، ليمدك بالحقيقة دون غموض، والواقع بلا خلاف أو رضوض.

▪️وأفضل ما قال في شأن الخال.. ‏«هذا هو الخال كما عرفته.. مزيج بين الصراحة الشديدة والغموض الجميل، بين الفن والفلسفة، بين غاية التعقيد وقمة البساطة، بين مكر الفلاح وشهامة الصعيدي، بين ثقافة المفكرين وطيبة البسطاء.. هو السهل الممتنع، الذي ظن البعض - وبعض الظن إثم - أن تقليده سهل وتكراره ممكن».

▪️رَحل الأبنودي، وبقيت قصائده، أغانيه، مربعاته، وسيرته الهلالية... شاهدةً على أن الخال لم يكن مجرد شاعر، بل حالةً من الجُرأة، بقوة الثورة، بثوب العزة، بلغة الكرامة، بصحبة الحب، بروح الأدب، بإخلاص الصحبة، بكمال الجمال، بروح الأصالة، بتمام الفضيلة .. كان آخر الرواة... بكاه من بكاه، ونعاه من نعاه، ولكن يشهد الزمان أنه لم يُنجب قبله سواه.

▪️ اقتباسات:

ـ ❞ نحن، المصريين، مصابون بمرض تحقير مَن نعرفهم، والاستعلاء على الآخرين، ونحن غالبًا لا نعترف للعبقري بعبقريته لمجرد أنه يعيش بيننا -مثلما يقول العم خيري شلبي- نراه في لحظات ضعفه، نراه إنسانًا عاديًّا، وحتى إذا التفتنا إلى مواهبه فإننا لا نتعمقها، خصوصًا إذا كانت موهبة فذَّة. ❝

ـ ❞ أول ما يجيك الموت… افتح

‫ أول ما ينادي عليك.. اجلح

‫ أنت الكسبان…

‫ إوعى تحسبها حساب

‫ ولا واد.. ولا بِتّ

‫ ده زمن.. يوم ما يُصْدُق.. كدّاب!! ❝

#أبجد

#الخال

#محمد_توفيق

#مراجعات_محمود_توغان

Facebook Twitter Link .
1 يوافقون
اضف تعليق