هنا ستجد السكينة، والراحة، والهدوء...
هنا ستتمكن من فهم ذلك الذي يُدعى القلق، هذا الكائن الذي يسكن عقولنا ويُرهق تفكيرنا.
لم يقدّم الكاتب القلق على أنه مرض نفسي، ولا كما يراه البعض بنظرة سطحية،
بل وصفه كرفيق قديم، نتعلّق به دون أن نشعر، ونعتاده حتى يصبح جزءًا منّا.
القلق ليس دائمًا شعورًا طارئًا،
بل قد يصبح خيطًا غير مرئيّ يحركنا،
فنحسب كل كلمة، ونراجع كل خطوة، لا بدافع الحكمة، بل تحت ضغط القلق، وخوفنا من نظرة المجتمع وحكم الآخرين.
ومع الوقت نغرق.
نصبح أشبه بدمى تتحرك لا بإرادتها، بل بإرادة ذلك الصوت في أعماقنا.
نظن أننا نواجه القلق، لكن الحقيقة أننا كثيرًا ما نتجاهل مشاعرنا، ندفنها، ونسير وكأن كل شيء بخير.
لكن هذا الكتاب يدعونا للصدق مع أنفسنا، لا لقتل القلق، بل لفهمه والتحرر منه.
كل صفحة في هذا الكتاب كانت كأنها حديث هادئ مع النفس،
وكأنك تسمعها وتفهمها لأول مرة.
نظرتي للقلق تغيّرت بعد هذا الكتاب،
وأوصي به لكل من أرهقه التفكير، وسيطر عليه الخوف،
لكل من يريد أن يجد السكينة، لا في الخارج بل في داخله.
إن كانت هذه مشاعري بعد قراءة جزء منه، فكيف ستكون بعد أن أُكمِله؟
قلق مستعمل ليس كتابًا فحسب، بل إضافة صادقة للصحة النفسية لكل من يريد أن يفهم ذاته بعمق.