ليست سيرة عادية بأسلوب الحكي القصصي المعتاد، ولكن من خلال ٥٠ فصل قصير، كل منها هو لمحة أو موقف في حياة كوكب الشرق منذ ميلادها في قرية 'طماي الزهايرة' وحتى وفاتها، من خلال هذه اللمحات يحكي لنا الكتاب عن أم كلثوم بشخصيتها المرحة دائما والساخرة أحيانا. المفترى عليها بالشح والبخل على الرغم من كرمها وعطائها لأهل بلدتها وبيتها المفتوح لهم في كل وقت. المناضلة بفنها لدعم الجيش في أصعب لحظات الصراع مع العدو، معنويا بأغانيها وماديا بدخل حفلاتها.
وعلى المستوى الفني نعرف سر الصنعة للفنانة المتفردة ليس فقط بصوتها ولكن بتفانيها وسعيها الدؤوب للكمال في كل عمل لها من اختيار لطاقم العمل من كاتب كلمات وملحن الى فرقة العزف فردا فردا، واضافة بصمتها الخاصة للكلمات والألحان،
ولكن هناك سر آخر لمسته في الكتاب ولم أجد افاضة أو وقفة عنده، وهو كم الشعراء والملحنين الذي عشقوا هذه السيدة، فما السر وراء هذا؟ أي جانب في شخصيتها خلف أسر هذه القلوب لم يترجمه الكتاب؟ أكيد كوكب الشرق أم كلثوم كان لها من بين المعجبين عدد كبير تخطى الإعجاب الى مرحلة الحب والعشق، لكن ما يستوقفني هو سر وصول عدد كبير من خاصتها لهذه المرحلة، وهم من هم، قامات في الشعر والتلحين والعزف.
هذا يجعلني أميل الى أن الكتاب لم يكشف كل جوانب أم كلثوم، وأنه فقط مجرد مدخل لمعرفتها، لكن هناك المزيد والمزيد، مثل جبل الثلج لا ترى منه الا قمته.
محمد متولي