عمى الذاكرة > مراجعات رواية عمى الذاكرة > مراجعة Moatasum IAjalal

عمى الذاكرة - حميد الرقيمي
تحميل الكتاب

عمى الذاكرة

تأليف (تأليف) 4.5
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

حميد الرقيمي، ليس رجلاً أكثر مما هو محض محبرة لغوية تزخ لنا الحياة متى ما شرعت أنامله الكتابه.. هكذا تختزله الذاكرة وهكذا عرفه القلب، في رصيدة ثلاث روايات، جُلّها "عمى الذاكرة " الرواية الأكثر وقعاً في النفس لِما يتخللها من الحنين والحب والجنون والألم والموت أيضاً، فيها من الدهشة ما يكفي لتبقى عالقاً متقرفص على أروقتها غاية الورقة الأخيرة.. وأنا اقراء مستهل صفحاتها الأولى شعرت بأنني في مواجهه تتطلب شرفة هادئة وجمّة من النفس العميق ربما جاهزيه مكتمله الأركان؛ للدخول نحو عالماً طويل، وهذا ما حدث بالفعل، لحظتها لم يكن لي إلا أن أُسلم أشرعتي لحميد، حيث تودي بي قريحته، كنت مطمأن على نفسي وفي رفاهيه وأنا اتنقل مع شخصيات روايته، أعيش معهم غربة المكان وخوف المستقبل، وقلق الإسئلة المبتورة، الريبة التي توشحت "سالم المجهول" دفىء الجد الذي مليء رأسه جنون البشرية كلها، صدفة "عبده حمادي " وحياة كوخه الذي احتضن الشتات والتيه والشرود الطويل لـ "يحيى" القادم من اللا شيء، كوخه الذي تسرب من خلاله الكثير من الحيوات والكثير من الآمال إلى قلبه وجعل منه لافتًا وملفت لزملائية ولـ "يافا" تحديداً، الفتاة التي كسرت في فمه جمود الريف ليصبح عاشقاً مشدوهاً متلهف، صخب حنينه يلوي شوارع صنعاء إلى إن وصل به القدر مع تفاقم تخوم الحرب في المدينة إلى اقتناء حماقة لا يغفرها الزمن، الإنتقال إلى يافا التي تسكن شملان الملتهب بالصراع والموت؛ للإطمئنان عليها فحسب، متجاهلاً فكرة ما قد يلحق به وبـ النبيل "عبده حمادي" من قذيفة، من رصاصة طائشة قد تمحو وجودهم إلى الأبد وهو ما حدث بالفعل حيث اعترض جنونهم إلى "يافا" التي نزحت إلى المجهول، قذيفة وزعت جسد عبده حمادي إلى أشلاءً صامته دون ما يوحي بقوام رجلاً كان يمشي على الأرض.

"عمى الذاكرة" وجبه لغوية دسمة بكل مطلبات الروح، أحيّ حميد الرقيمي هذا المولد الباهر، كل الحب.

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق