الغريب > مراجعات رواية الغريب > مراجعة حنان فوزى

الغريب - ألبير كامو, عايدة مطرجي إدريس
تحميل الكتاب

الغريب

تأليف (تأليف) (ترجمة) 3.7
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
3

" ولكن الجميع يعرفون أن الحياة ليست جديرة بأن تعاش. ولم أكن أجهل, في الحقيقة, أن الموت في الثلاثين أو في السبعين سيان"

ربما كانت هذه الجملة هي تلخيص لفلسفة آلبير كامو إجمالا والتي تجلت واضحه في روايته القصيرة الغريب.. كامو ينتمى للعبثيين حيث لا شئ يهم، ولا شئ يفيد الحياة بالنسبة لهم ليست أكثر من فصل من فصول مآساو سيزيف الذي ما أن يصل بالصخرة إلى قرب القمة حتى تتدحرج هابطه ليهبط وراءها ويعاود الكرة من جديد

تبدأ الرواية بأحد الجمل الخالدة في الأدب "اليوم ماتت أمي أو ربما أمس"!

يتلقى ميسو رسالة من دار المسنين تنبؤه بوفاة أمه، يسافر الطريق الطويل إلى هناك، ليمض ساعاته نائما! يصل ليسأل عن جثمانها، لكنه عندما يقف أمام النعش يشعر بلامبالاة حتى أنه يرفض أن يفك العامل البراغي( بالرغم من ان مدير الدار أمره بهذا) ليلق نظرة أخيرة على والدته. يقضي الليل بجانب النعش مع اصدقائها بالدار كما تقتضي العادة، الجميع يبكي متأثرا، بينما يشرد هو، لا في ذكرياته معها كما قد يظن البعض، ولكن في اللاشيء مدخننا سيجارة تلو الأخرى، حتى عند مواراة الجثمان بدا ضجرا ملولا، لا يريد سوى أن ينتهي الأمر ليرحل، وعندما سأله أحدهم عن عمر والدته، اكتشف أنه لا يعرف، واكتفي بقوله، "إنها مسنة"

ليقابل فتاته اليوم التالي بنفس ثياب الحداد ليقضيا اليوم في السباحة والسينما ثم الليل معا!

يتابع كامو صدمتنا بكل المواقف الممكنة في حياة ميسو الرجل الذي قرر التمرد على الإهتمام، والذي ينظر للحياة أنها عبث، لا شيء.

نجد موقف إيجابي واحد منه تقريبا عندما شهر صديق له مسدسه لقتل أخو فتاة كان يرافقها، وأخيها يطارده، للمرة الأولى تمرد على اللامبالاة واخذ منه السلاح، لنفاجئ بعدها بصفحات قليلة أنه قتل الرجل لأنه عندما شهر سلاحه بالخطأ لمعة الشمس على نصله، تضايقت عيني ميسو، فأطلق النار!!!! حتى الجريمة التي قام بها كانت عبثية.

المحاكمة أيضا كانت درب من الهراء والعبث، ركز المدعي العام على شخصية ميسو الغريبة، وعندما حكى الشهود موقفه من موت والدته، كانت النص الماضي الذي أقنع به المدعي المحلفين، أن ميسو مجرم بالطبيعة ، وبداخله نفسية قاتل بالفطرة.

طوال العمل يصيبك الغيظ من البطل، لكن عندما يحكم عليه، تشعر أن هذا ظالم، ربما كان متجلد الإحساس، عاق، بليد، لكنه لم يقتل مع سبق الإصرار والترصد، أنتم لا تحاكمونه على عدم حزنه على والدته.!!!

العمل من الروايات التي تدور حبكتها حول الشخصية، فالأحداث بسيطة هادئة ما يجعل العمل غريبا كعنوانه، وربما مستفزًا أيضا هو شخصية البطل. استطلع كامو أن يشرح وجهة نظرة العبثية وربما يدلل عليها في النهاية كما أراد أو يظن..

إذا كنا جميعًا، موتى في النهاية فلم الحياة من الأساس؟!!

مبدأ ربما يتنافى مع كل الأديان السماوية بل والبشرية منها أيضا، لكن لا عجب فكل من الكاتب والبطل ملحدان . لذا دعونا من النظرة الدينية للعمل.

أدبيا الشخصية غنية جدا، والعمل قصير ومثير ويستحق القراءة بحق، ولكنني للغرابة لم أشعر بأنه بذلك الإبهار الذي يجعله بهذه الشهرة، ربما الموضوع هو حاجز عقائدي ضد الفكرة ككل، ربما.....

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق