العراة > مراجعات رواية العراة > مراجعة Mahmoud Toghan

العراة - إبراهيم عيسى
تحميل الكتاب

العراة

تأليف (تأليف) 2.1
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
2

1️⃣ الموضوع : قراءة نقدية

2️⃣ العمل : رواية " العراة "

3️⃣ التصنيف : ـــــ..ـــــ..ـــــ

4️⃣ الكاتب : ابراهيم عيسى

5️⃣ الصفحات : 103

6️⃣ سنة النشر : 2025 م

7️⃣ الناشر : ريشة للنشر والتوزيع

8️⃣ التقييم : ⭐⭐ للغة أحياناً

ـ في رحلةٍ مجهولةٍ بين الحقيقة والوهم ، الواقع والخيال ، التهويل والتقليل ، التبجيل والتضليل ، التفكك والترابط ، يطلّ علينا إبراهيم عيسى الإعلامي الشهير والكاتب المعروف بروايةٍ قديمةِ الكتابة ، حديثةِ الطباعة ، تحت عنوان "العراة"، من إصدار دار ريشة للنشر والتوزيع عن عام 2025.

ـ تتكلم الرواية عن قادمون من السماء مجهولون ، وبالبشاعة موصوفون ، كنهُهم غير مألوف ، وحالُهم غير معروف ، يهبطون على الراوي الذي لا اسم له في صالة تحرير المجلة ، يوسعونه ضربًا ، ويسحقونه سحقًا ، ويتركونه محطمًا وحيدًا.

ـ تسير الوتيرة السردية على هذه النمطية لحين ظهور المرأة أيضاً بلا إسم ، الشخصية المقابلة للراوي في العمل ، ثم ينتقل لفجوة زمانية ومكانية أخرى يراها شبه عارية ، يتقمص الراوي شخصية عبد الحليم حافظ في فيلم الخطايا ، يزداد حنقه وغضبه على نادية لطفي وهي بين الأحضان في قميص نوم ، تتبادل القبلات…!

ـ مع تتابع الفقرات تأخذنا إلى دُمىً بشرية جنسية ، ثم إلى مشهدية جنسية مجونية موصوفة بطريقةٍ جنونية ، ثم إلى خيول جامحة ، وقطار يسير على غير هدى ، وجموح نفسيّ وجسديّ يتواصل عبر الفقرات بلا غاية ولا هدف ، أو ربما عنه انحرف.

ـ ثم يتحول الراوي إلى كاتب يتناول جميع العراة رجالاً ونساءً قراءة روايته عن امرأة ، غابت عنه يمكن تسميتها حبيبة ، ثم ينتهي بتحوله إلى قرص مضاد حيوي من فرط استخدامه للأقراص ، ثم تبتلعه المرأة ليصل إلى رحمها ، يجاور جيوش كريات الدم البيضاء ، وامتثالاً تنام المرأة على ظهرها نصف عارية في مقابلة الطبيب ، الذي يشدّ المولود بقوة ، فينزل متصلًا بالحبل السُّري ، يقطعه ويهرب عاريًا ، يغطي سوأته بورقة توت ، ثم ينزعها حين لا يعيره الناس اهتماما ، أو تعيره الدنيا انتباهًا.

ـ في اعتقادي أن الكاتب حاول أن تكون روايته عبارة عن فانتازيا بعوالم غريبة ، وأفعال عجيبة ، قادمون من السماء ، وموت لمائة عام ، ثم عودة الحياة ، ولكن خارت منه قواه ، وخرج النص عن فحواه ، ولم يرقَ الفكر لاكتمال قصة محبوكة النسيج ، فأصابها إعصار الوهن المريج.

ـ فخرج منها يصعد إلى جبال الفكر ، فوجد نفسه في حكر ، يتخبط بين أحجار المنطق وصخور الفلسفة ، في محاولةٍ منه للوصول إلى معنى عميقٍ مفهومٍ أو سلس مهضوم ، فكان العكس ، فعافته النفس ، فلم يُحس .. وظل هكذا حتى اختل التوازن ..

فانحدر من على الجبل إلى هاوية النفس البشرية ، يفتش في أحوالها ، ويروي من أهوالها ، ويحاول أن يسبر أغوارها ، ويكشف أسرارها ، فيجد نفسه محاطًا بالوهم الحالك ، مسجونًا في قاع النفس هالك ، مضطربًا، مفككًا، غائبًا مشككًا ، موهومًا في نفسه ، مفتونًا في رسمه ، مغبونًا في حبسه ، تائهًا في لبسه.

ـ يجمع من التراكيب اللغوية ، الفخمة القوية الشجية ، يحاول بها أن يعضّض البنيان ، ويضفي عليه البلاغة والبيان ، فتراه يسقط في فخ الإبهام ، ويكتنفه الغموض والإيهام ، فلا يدلّ اللفظ على معناه ، ولا يتساوى المعنى مع مبناه ، ورغم أن ذلك أضناه ، إلا أنه للنهاية أمضاه.

ـ محاولاً أن يسيطر عليها الرمز العميق ، فانحرف الفهم عن الطريق ، فأصبح الرمز بلا دلالة أو ذو دلالات ، معلقة بين الأرض والسماوات ، لا هي بسيطة فتفهم بلا تعب ، ولا هي معقدة فتصل بلا نصب ، ولكنها في الوسط بلا رؤية أو خفتت رؤيتها فضل مسعاها وضاع معناها ، فتجد كاتبها وقارئها قد تاها .

ـ وهكذا ضاع الجهد بين وهمٍ وسراب ، وتاه القلم بين الصفاء والضباب ، فلا هو أحسن الصياغة فأبدع ، ولا هو ضبط الخيال فأمتع ،

سعى إلى الغرابة فغرق ، وركب صهوة المعنى فانزلق ، فكان كمن أراد أن يصوغ من الحبر نجمًا ، فإذا به يطفئ نور الكلمة ويضرم في العقل همًّا ، فيا ليتَه استمسك بالعقل حين جنح ، وراعى التوازن حين طمح ، فما كل تحليق يُبلغ السحاب ، ولا كل عمق يُدرك الصواب .

ـ رواية أرادت أن تهرب من ضيق الواقع إلى فسحة الخيال ، فإذا بها تسقط في هاوية التكلّف والاعتلال ، كأنها أرادت أن تكون حكمةً فغدت أحجية ، وأرادت أن تصير معنىً فاستحالت متاهةً لفظية .. ولو أنه سلك سبيل البساطة ، دون إغراق ووساطة ، وأحكم حبك الخيوط دون إسرافٍ ولا إسقاط ، فربَّ معنى بسيط يفوق في أثره عبارات مزركشة لا تُغني ولا تُسمن من فكرٍ أو بصيرة ، وتصيب قارئها بالحنق والحيرة .

Facebook Twitter Link .
1 يوافقون
اضف تعليق