كتابات مينا عادل ذات طابع مختلف، هذه ثاني قراءة لي معه بعد كتاب 'نواحي البطرخانة' والكتابان من الأدب المسيحي، ولا أقول قبطي، فالأقباط لغويا هم أهل مصر عموما وليس المسيحيين كما هو العرف الدارج.
الكتاب يقدم قصة الراهب شيشاي وهي قصة أعتقد تخيلية لأني بحثت في حساب مينا على فيسبوك عن صور رحلة فرنسا التي ذكر في المقدمة أنه رفعها وقت رحلته التي ترجم خلالها المخطوطات ولم أجدها كوسيلة لتحديد واقعية العمل.
❞ إن قصص السقوط لا تقل أهميه عن قصص الوصول، وهذه الرواية هي قصة كل إنسان منَّا، ليست كلها سقوط، ولا كلها قداسة، إنما الكثير منها جهاد في الطريق، وبحث عنه، يستحق الاحترام، وبها سقوط يستوجب الشفقة لا الازدراء، سقوط يليق بنا - إن كنَّا حكماء ونفهم كيف نفرز - أن نعرفه ونتجنبه ونستعيذ منه، ونحذر من فخاخ إبليس المنصوبة لبني الإنسان ❝
يأخذنا شيشاي في رحلة لعالم الرهبنة والأديرة في القرن السابع الميلادي، وهو الطريق الذي ابتدعه المصريون، وقرر شيشاي أن يسلكه في البداية لغرض دنيوي ثم انخرط في سكة الرهبانية ولكن بقي في نفسه شيئ من السعي وراء المجد باستعجاله وتحريه لجريان معجزات على يده لتخلد اسمه وسط عالم الرهبان، وتجري الأحداث بوقائع غرائبية ولكن تتضمن جهادا للنفس ووساوس الشيطان الذي يسعى لتلبيس الشر زي الخير وخلط الأوراق لإضلال الناس.
محور القصة هو أن السعي بإخلاص وجد هو الغاية وليس الوصول، فالطريق مليئ بالعثرات والانتكاسات ولا توجد محطة وصول الا بحسن الخاتمة، فالانسان بداخله صراع مستمر بين الخير والشر يبقى مشتعلا طالما فيه الروح.
محمد متولي