سلوى : سيرة بلا نهاية > مراجعات كتاب سلوى : سيرة بلا نهاية > مراجعة Mostafa Soliman

سلوى : سيرة بلا نهاية - كريم جمال
تحميل الكتاب

سلوى : سيرة بلا نهاية

تأليف (تأليف) 4.1
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

وأَخِيرًا أنَا مَنْ يَودُّ أنْ يَموتَ!

سيدة القمر – سلوي حجازى

تقول الأسطورة أن لكل منا نصيب في أسمه.. وعلي مدار أستماعي الي الكتاب اللطيف ككاتبه -كريم جمال- كان أسم سلوي يقفز في بالي.. معني أسم سلوي هو ما يُسلِّي ويذهب الحزنَ والهمّ... وهذا هو أنطباعي الأكبر حولها.. أنسانة رقيقة للغاية لدرجة الكسر.. كان لا مفر أن تكون شاعرة.. وأن تحاصرها المشاعر السلبية في كل التفاصيل.. رغم النجاح الساحق.. ولكنها لم تستلم له.. ولا للأفكار السلبية التي تسحب الروح لدرجة الموت.

الغريب أني لم أشعر للحظة أنها كانت تهاب الموت.. حتي مشهد استشهادها كان وهي ممسكة بطفل غريب تأمن خوفه قبل سقوط الطائرة. نهاية تليق بسيدة مثلها.

نوعية كتابات كريم جمال هي مفضلة ليا وكانت غائبة عن الوسط الثقافي العربي.. لأن للفترة طويلة للغاية كان التأريخ لابد أن يحكي بترتيب معين بطريقة معينة مع ذكر الأعمال وفقط.. في كاتبه الثاني أستمر في ثبر أغوار غير تقليدية في سرد سيرة ذاتية لشخصية.. تفاصيل صغيرة للغاية تنسج لوحة عملاقة.. مثل قطع البازل.. اشكال متنافرة ولكن في النهاية تكون شكل واحد.

سلوي كنموذج مثالي لتلك الطريقة الآسرة من الخارج سيكون السؤال من هي سلوي حجازي..الاجابة المعتادة هي مجرد مذيعة لطيفة أستشهدت خلال قصف لطائرة في رحلة عودتها للقاهرة اثناء الاحتلال، لكن الكتاب يحاول أن يجيب نفس السؤال ولكن بطريقة مختلفة.. أن يجعلك تري سلوي.. تتعرف كيف وصلت لكي تكون مذيعة، وكيف كانت تتعامل مع أولادها، وأثر ذلك علي أختيارتها في كل شئ..حتي سفرها الأخير الي ليبيا.. ما هي أحلامها، علاقتها بالشعر، الأفكار التي كانت تعيش لها وماتت من أجلها، من هي سلوي الأنسانة؟

أُحسُّ بالتَّعاسةِ

والْعُزْلةِ تمامًا

بيْنَ ملايينَ يَسْكنونَ الأرْضَ

فيما تَخْنقُني الْمدينةُ

بحاجزٍ مِنْ منازلِها

بعيونِها التي تُطوّقُني كَسجْنٍ

بعَرباتِها التي تُحْدثُ ضَجَّةً

في الْمدينةِ- سلوي حجازي- ترجمة: عاطف محمد عبدالمجيد

الأغتراب الداخلي لا أعلم مدي دقة المصطلح ولكن هذا ما كنت ما أشعره تجاه سلوي.. أو كما يقال بالعامية صاحب الكل وحيد، سلوي كانت متنوعة المهارات أو كانت لا تتوقف عن التعلم والأنتقال من وسيط الي آخر لدرجة أنك تشعر هل هي مشتتة؟ ولكن قناعتي هي أن الأمر طبيعي وخاصة لشخصية مثل سلوي التي تحب الأكتشاف والتجربة، ولكن الواضح أن أكثر ما تعلقت به خلال تلك الرحلة كان برنامج الأطفال.. ربما لبرائتهم، ربما لأن التجربة برمتها كانت تلامس روحها.. تلامس سلوي الحقيقية بعيدا عن الكاميرا.. والضغوط المهنية والحياتية.

في النسخة الصوتية تستطيع سماع بعض لقاءات سلوي مع نجوم مختلف

ين.. ولكن لقاءها مع أم كلثوم كان بمثابة حدث غاية في اللطف وأن تستمع لأهم صوتي نسائي في التاريخ العربي المعاصر وهو بيتكلم بعفوية وأن لم يخلو من الأيجو والكاريزما الساحقة.. أمام معجبة ومذيعة لا تحاول أثارة الجدل، ولا تحاول محاصرة ضيفها، كانت قادرة علي الأنتقال من المواضيع بسهولة وسلالسة شديدة، ما بين الفلسلفة، والأدب، والشعر، والغناء والوطنية وبرامج الأطفال، ثقافة موسوعية تقدم دون أبتذال أو محاولة أستعراض عضلات.. تقدم ببساطة ومحاولة نقل صورة مختلفة عن الصورة النمطية والتي كانت تكرها كما هو واضح أنها مجرد وجه جميل، فرغم جمالها لم تعتمد عليها لأكتساب مكانة في أي شئ لا في عملها ولا حياتها، مع أن النماذج المشابهة كثيرة وموجودة حتي الآن.

وحيدةً أمْشي، كمَنْ يمْشي نائمًا

وفي الظَّلامِ أتْركُ كلَّ أصْدقائي.

أبْصرُ عيونًا ،أتَعلَّقُ بها

عيونٌ تُضئُ في اللا نهاية وأنَا أسْتيْقظُ

على صَوْتِ موسيقى لمْ يكُنْ هذا سِوى حُلْمٍ وُطَانيٍّ

سَبَّبَهُ مِذْياعٌ سَوْداويٌّ.

حلم- سلوي حجازي- ترجمة: عاطف محمد عبدالمجيد

ميزة المؤلف كريم جمال أنه شعر بموجة الشاعرية التي تقود روح سلوي.. فالكتابة رقيقة بسيطة وسلسلة.. رغم المجهود الواضح ما بين الكتب والأرشيف والمقابلات ومحاولة الوصول الي جوانب لم تكن مطروحة من قبل، الوصول الي اجابات لاسئلة لم يفكر أحد في سؤالها.

مثل تلك الروح العذبة لم تكن قادرة علي الأستمرار في تلك الحياة.. وخصوصا في هذا الوقت من التاريخ العصيب في تاريخ مصر المعاصر.. أحباط في الجو، خوف، ترقب.. أعوام الضباب كما كان يطلق عليها.. لذلك النهاية كانت مفاجاة غير سعيدة.

نهاية سريعة لحياة كانت تشي بالكثير، من أحلام، لأطفالها، لبرامج، لديواوين شعر، ولكن الأحتلال كان ليحتمل مثل تلك الأمور.. الجيد أن روحها مازالت تقتص من قاتلها رغم مرور كل تلك السنوات.

سلوي نموذج مصري مشرف حقيقي.. دون أي محاولة منها لتكون نموذج أو قدوة.. كانت تحب لقب ماما سلوي.. لأنه الأقرب لها في كل الأحوال.

ربما كنت أتمني أن أعرف أكثر عن زوجها ودوره في حياتها بشكل أكبر لتكتمل الصورة أكثر

شكرا سلوي علي تلك الرحلة الغنية، الدافئة.

شكرا كريم علي أخذك لنا في تلك الرحلة الروحية الغنية.

أعْرفُ رُكْنًا سِحْريًّا، بعيدًا عَن الْمدينةِ

فلْنذْهبْ لِنراهُ، إنَّهُ مَنْزلٌ رَائِعٌ

هَادئٌ كَصوْتِ الْمسَاءِ.

قريتي- سلوي حجازي- ترجمة: عاطف محمد عبدالمجيد

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق