خمسون عاما على الرحيل .. خمسون مقالا عن الست.
في ذكرى مرور نصف قرن على الرحيل نطالع خمسين حكاية عن كوكب الشرق أم كلثوم.
الكتاب يتناول سيرة المطربة الراحلة أم كلثوم بشكل مبسط خفيف عبر مجموعة من الحكايات المتناثرة من هنا وهناك لنكوّن صورة عامة عن رحلة السيدة أم كلثوم من الميلاد وحتى أصبحت كوكبا في عالم الفن وشرقنا الأوسط.
يقفز الكاتب فوق المراحل العمرية ويلتقط مواقف من هنا وهناك،
من الطفولة والشباب، الأسرة وبدايات النجاح،
معاندات القدر وتحديات الظروف.
يلتقط مواقف خلف الكواليس والكاميرات وأثناء البروفات
ويسرد لمحات من الصحافة ولقطات من على خشبة المسرح.
يتناول تفاصيل حياتية مثل استعداداتها قبل الحفلات ويوم الحفل، علاقتها بالميكرفون وكيف رفضته في البداية ثم تقبلته وماذا حدث لأول ميكرفون تعاملت معه في حفل.
كيف بدأت حفلاتها الشهرية كفكرة منها لأن تخرج من نطاق الإذاعة، وكيف انقلبت عليها الإذاعة نفسها في فترة من حياتها.
مواقفها مع كل المحيطين بها تناولها الكاتب بشكل مبسط يرسم للقارئ حدود العلاقات وطريقة التعامل.
والدها،والدتها وأخوها الشيخ خالد.
أبناء قريتها والمقربين منها، وكيف فتحت بيتها لزياراتهم.
يحكي عن العلاقات المهنية والإنسانية للسيدة أم كلثوم مع زكريا والقصبجي ورامي وحتى كوكو شانيل، إبراهيم العريان ومحمد عبده صالح، سيد سالم ومحمد عبدالوهاب، الحفناوى والسنباطي، الموجي وتوفيق الحكيم، ونقرأ أسماء ربما يعرفها القارئ لأول مرة.
متى حصلت على لقبها الأشهر كوكب الشرق؟
ووقائع زياراتها الأولى لباريس ولندن وغنائها على مسرح الأوليمبيا.
يتناول أيضا علاقتها بالجمهور ومواقفهم معها ،
ومنها المواقف الشخصية مع المستمع الأشهر حافظ الطحان صاحب ( عظمة على عظمة ياست )وزيارة الست لبيته وزوجته تعبيرا عن معزتها له ( جيت النهارده بس عشان أقولك شكرا قدام الناس ).
قصص بعض أغنياتها سواء الكلمات أو الألحان ومنها قصة أغنية ياليلة العيد آنستينا.
ويختم بشهادتين تحت عنوان: فاروق إبراهيم يحكي وسيد مكاوي يحكي وهما من أجمل ما جاء في الكتاب .
الكاتب يروح ويجيء في الزمن مع المواقف مع الملحنين أو الشخصيات ليخرج لنا الكتاب بشكل ممتع وخفيف.
ما انتقص من تقييم الكتاب بالنسبة لي هو عدم وجود المصادر، عدم وجود الخط الفاصل بين خيال وسرد وأسلوب الكاتب وبين الحقيقة.
فأصبح هناك سؤال يصاحبني طوال فترة القراءة:
هل قالت أم كلثوم ذلك حقا؟ هل نطقت بالعبارة بهذا الشكل؟ هل هذا مافكرت به وذكرته فى إحدى الحوارات الصحفية أم هذا أسلوب الكاتب فى ربط الأحداث ؟
مادعم الموقف قليلا هو لقاء الكاتب مع منى الشاذلي في برنامجها وحديثه عن مجهود المبذول فى التحقق من المعلومات والروايات ومقارنتها والعودة للمصادر،
ما كان يتطلب منه في رأيي إدراج هذه المصادر أو التنويه في بداية أو نهاية العمل لطبيعة العمل والبحث الصحفي في التوثيق.
🔹️اقتباسات🔹️
🔵❞ قال مصطفى أمين: «أنا مش جاي أطلب حاجة لنفسي. أنا جاي أنبِّهك لحاجة تخص أم كلثوم!». سأله ناصر: «خير مالها؟!». أجاب مصطفى: «منعوا أغانيها في الإذاعة!». قال ناصر بسخرية: «هوَّ فيه حد بيمنع غيري في البلد؟!»، ❝
❞ أجاب مصطفى: «من كام أسبوع مفيش ولا أغنية بتتذاع لها، ولما سألت قالولي إنها رمز للملكية البائدة وعشان كده احنا منعناها!». زعق ناصر: «كلام فارغ.. طب ليه ماهدموش أبو الهول ولا الأهرامات وليه مردموش النيل؟!.. مش كلهم برضه من العهد البائد؟!». ضحك مصطفى، ثم راقب ناصر الذي أمسك بالسماعة، وطلب رقمًا ثم أصدر أوامره بإذاعة أغاني أم كلثوم فورًا. ❝
🔵❞ كان محمد القصبجي يجلس على كرسي قبالتها في بدروم الفيلا صامتًا كعادته، وأرادت أن تنكشه ليتحدث. كم ترغب في أن تسمع صوته، لكنه بدا لها كتمثال، كعادته خلال العامين الأخيرين، ربما بسبب رفضها المتكرر لألحانه. صار يعتبر لحنه لأغنية «رق الحبيب» لعنته، فهو آخر لحن قبِلَتْه. ❝
🔵❞ وبرغم عدم استسلامها أبدًا، إلا أنها الآن تفكر في أنه إنساني جدًّا أن تستسلم ولو لمرة وحيدة. عليها أن تجرِّب الغرق في الحزن أو الاكتئاب، بدون أن يقتلها الذنب. لقد اعتاد الناس عليها مبتسمة، فليسامحوها إذن إن عبست وتولَّت. ❝
🔵❞الفستان من شانيل.. العطر من ديور.. والمرأة صُنِعت في مصر!»، ❝
أنا ونفسي 💙
#Heba_Elzahhar_reading