التقييم:
دليلك المُبسط لعلاقة صحية مع القلق المزمن.
---------------
رحلتي مع الكتاب:
في العادة لا اقرأ كتب التنمية الذاتية - البشرية ويقتصر الأمر على كتب علم النفس فقط وخاصة اذا كانت تتناول موضوعات تمسني بشكل شخصي واجد فيها متنفساً لصراعات داخلية لا تهدأ.
بالطبع العامل الأكبر لاعجابي وانسجامي مع هذه النوعية من الكتب يتمثل في طريقة العرض واللغة المستخدمة والأهم هو ان يتحدث كاتبها بلساني وكأنه يعيش بداخلي ويستطيع التعبير عن ما يضيق به صدري وعقلي بدون اللجوء الى أكليشيهات الحِكم والمواعظ المعهودة.
هذا ما وجدته مع القلق المستعمل.
لنبدأ الرحلة بحثاً عن السكينة:
- علاء أحمد يتضح لنا مع قراءة كتابه انه غارق حتى اذنيه في معاناة القلق المزمن وغيره كثيرون وانا منهم بطبيعة الحال. لجأ طبياً للعلاج النفسي وبحث سلوكياً من خلال علم النفس عن أفضل السبل للتعايش مع هذه الحالة المرضية بشكل صحي ، حيث لا فكاك من القضاء على القلق بشكل نهائي لكن يمكن عقد معاهدة سلمية معه بشكل ما. كيف يمكننا فعل ذلك ؟.
- الكتاب يرفع شعار التبسيط والحديث بلغة الصديق مع القارىء. البداية مع تعريف القلق وطرقه الخبيثة في السيطرة على حياتك وما هي الأسلحة المتاحة امامنا التي تمكننا من المواجهة الصحيحة والفعالة معه وختاماً باستراتيچيات ومهارات بسيطة نستطيع تطبيقها حتى نتعايش مع هذا الوحش الجاثم على صدورنا وللأسف نحن من نمده بالطاقة اللازمة من أرواحنا كي ينمو ويترعرع.
- لا مكان في الكتاب لالقاء اللوم على أصحاب هذه المعاناة المزمنة. لغة الأصدقاء هي السائدة ومن خلالها نتعرف على بعض المصطلحات النفسية التي تجعلنا نفهم أكثر وأكثر طبيعة القلق وطريقة عمله وما يتركه من آثار جسدية وعضوية سيئة في نهاية المطاف.
- المواجهة مع ما يقلقنا هي خير سبيل للتعايش الصحي. بيد ان المواجهة نفسها قد تتحول الى عامل سلبي يثقل كاهلنا أكثر اذا اصبحت غاية وليست مجرد وسيلة. العديد من الاستراتيچيات والمهارات السلوكية وأيضاً لا نغفل الجانب الديني والروحي هي أسلحتنا في هذه المعركة الأبدية.
- في الختام لن نحقق انتصاراً على القلق فهو جزء من طبيعتنا البشرية الناقصة لكن علينا ان نحاول التعايش السلمي معه قدر الإمكان اذا اصبح حالة مرضية مزمنة تؤرق وتفسد حياتنا.
- ارشح الكتاب لكل من يعاني من القلق المزمن وما أكثرنا في هذا الزمان الرديء !.