فوق رأسي سحابة > مراجعات رواية فوق رأسي سحابة > مراجعة Hoda Abd Alhalem

فوق رأسي سحابة - دعاء إبراهيم
تحميل الكتاب

فوق رأسي سحابة

تأليف (تأليف) 3.5
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

وسط هذه الحياة، هناك ما يؤلم ، ما يجرح، و ما يقتل..نحن نحتمل قدر ما نستطيع، قدر ما وهبنا الله القوة و القدرة..على الاحتمال ..و التقبل..و التكيف..

فى رواية فوق رأسي سحابة، لم تمنح دعاء بطلتها القدرة على قوة الاحتمال، و لا التقبل و لكنها فقط جعلتها تتكيف ..تتأقلم على مالم تعي أنها تواجهه..و حين وعت ما يحدث لها، و بها من أقرب رجال أسرتها لها، كان هذا التأقلم قد تراكم داخلها..التأقلم مع وقائع اغتيال لبراءتها و طفولتها ثم أنوثتها،..فبطلتها لم يكن لها صوت تصرخ به، أو جسد ترفض به، و تقاوم به ما يحدث له من استباحة تامة، و اغتصاب.

هذا الجسد الذي ربما أوعز لها كل ما يمارسه خالها ضده أو به أنه ليس ملك لها..بل له.

و تستمر دعاء إبراهيم ببطلتها فى التأقلم ..التكيف حتى مع موت الخال الذي ارتبكت بعده، و لم تستطع تحديد مشاعرها تجاه موته ..هذا الموت الذي أربك حياتها، بدلا من أن تلتحق بكلية الطب، اضطرت لأن تختار التمريض مهنة لها..لتتأقلم من جديد ..على الموت..على هذا الغراب الأسود الذي يخبرها بأن الموت قادم ..لتفهم أنه قادم عبرها هي بيدها هي..

ما بين طفل تمرضه و كهل تشرف على حالته و...الكثيرين و الكثيرين ..راحت تري روحها تنثر الموت حولها ..فيهدأ شيء داخلها..

هل كانت رحلة البطلة إلى اليابان بداية حياة أخرى تبتعد فيها عن الغراب عن ذكرى أم لم تكن يوم كذلك و خال لم يرى فيها سوى جسد صامت و انثي يضمن سكوتها،و عن أرواح من أزهق الغراب أرواحهم يأوامره لها..؟!

لم تختر دعاء إبراهيم الاختيار الأسهل و الطريق الاقصر و القصة المعتادة عن التطهر و الخلاص ..و التوبة..و طلب الغفران ..بل منحتنا فصول أخرى أكثر وجعا و ألما و..أكثر عدالة.

بين ما يؤلم ..ما يوجع و ما يقتل الروح..كانت سطور هذا النص الذي أبدعته دعاء..بلغتها التي تنفرد بها، و بجرأة لم يتوقعها البعض، و بفلسفة لم تمنح التفسير بقدر ما منحت صورة حقيقية لواقع أليم.

فوق رأسي سحابة هو عمل آخر ..عمل جديد ل دعاء إبراهيم يؤكد لي من جديد بأن لدعاء ابراهيم عوالم تخصها وحدها فى الكتابة..و لها بصمة من الصعب أن تتكرر..

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق