وحيدة كغرفة مزدحمة > مراجعات رواية وحيدة كغرفة مزدحمة > مراجعة amani.Abusoboh

وحيدة كغرفة مزدحمة - بدار سالم
تحميل الكتاب

وحيدة كغرفة مزدحمة

تأليف (تأليف) 3.9
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

عزيزتي بدار سالم،

بعد التحية وآمل أن تجدك هذه الرسالة بأفضل حال،

قررتُ أن أكتب لك وعنك وعن عملك بطريقة مختلفة عما أفعل عادة عندما أكتب عن الكتب التي أقرأها. سأستخدم أسلوبك الذي اتّبعتِه في عملك هذا، وهو أسلوب الرسائل والإيميلات وشوي من خفة دمك في الكتابة، من بعد إذنك (الذي افترضتُ مسبقاً حصولي عليه، لذلك ربما تتعثرين يوماً بهذه الكلمات التي لك وعن عملك. بس إصحك تنقرم رقبتك إذا تعثرت، بكفي الحجر اللي كسر إصبع رجل مجدل في المظاهرات، ولا الخمس قطب بجبينها وقت وقعت قدام المرايا).

عليَّ القول بدايةً أنك اكتشاف جميل، ولأكن صادقةً معك فأنا لم أسمع بك مسبقاً رغم أننا نتشارك في كوننا فلسطينيات، ونعبر يومياً شوارع رام الله. (الصراحة مش ملحقين على عدد الكُتّاب والكتب اللي بطلعوا كل يوم، هو نحن ما ورانا شي إلا نراقب ولادة كُتّاب جدد؟). كلتانا تحبان البحر، وكلتانا تقتلنا الحواجز التي تقضم هواء البلاد وترابها.

لي صديق من مصر، تعرفت به من خلال إحدى نوادي القراءة التي نناقش فيها أعمالاً روائية عبر الإنترنت، وقد تعرفت به شخصياً العام الماضي ، اسمه محمد سمير ندا (وهو كاتب متل حالاتك)، كان هو من عرفني بك من خلال قراءته أولاً لعملك هذا، ومن ثم اقترحه عليّ وعلى بقية الأصدقاء في نادي القراءة.

صديقي هذا لطيف لكن لدينا ذوق مختلف في الأدب، عادة لا يعجبني ما يعجبه، لكن الأمر اختلف هذه المرة. علي القول أنها من المرات القليلة التي أحب فيها عملاً أحبه أو عملاً يقترحه. (هامش: هو من أضاف كتابك على موقع جودريدز، لذا فعليك أن تكوني ممتنة له في ذلك، حيث ستشتهرين مثل نار على علم).

لنعود لعملك، أكتب لك لأقول أنني أحببت عملك هذا كثيراً. لقد بدأت بقراءته خلال ساعات الدوام (أعرف أن ذلك إهدار للوقت المخصص للعمل مقابل عمل أمور خاصة، منها أن أقرأ كتابك خلال ساعات دوامي الرسمية، لكن كرمال عين تكرم مرج عيون، إنت بتستاهلي هالتسيب يوم في السنة مقابل إلتزامي الدائم بعملي. ولأبرأ ذمتي، فلم أبدأ به قبل أن أنهي كل أعمالي المكتبية واللامكتبية ).

صراحة، أنت أول كاتبة أقرأ لها تكتب فلسطين وعن فلسطين بواقعها السياسي والاجتماعي بهذا الأسلوب المختلف والساحر، وهو أسلوب الكوميديا السوداء. علي القول أنني قرأت أعمال الكاتبة سعاد العامري، تحديداً عملها شارون وحماتي، حيث لم يخلُ من حس فكاهي، والذي تختبيء خلفه المآسي وقهر الفلسطيني. لكن أسلوبك هنا حتى فاق ما عملته سعاد ( لا أقصد هنا أن أقارن بينكما، فسعاد كاتبة جميلة قرأت كل أعمالها وأحببتها كلها، واليوم قرأت عملك وحسيت حالي بحبك. باختصار بحبكم التنتين). لكن صدقاً، أسلوبك جميل ومميز، حيث من خلال الكوميديا السوداء استطعتِ أن تكتبي الواقع الفلسطيني بحلوه ومرّه. هناك الكثير من المواقف في عملك ضحكت عليها كثيراً، ومواقف أبكتني حيث كان الوجع الذي تكتبينه يطلُّ برأسه من خلف كلماتك وأسلوبك الذي كان مضحكاً في ظاهره لكنه يحمل في ثناياه من الوجع الكثير.

أنا أكتب فلسطين وعن فلسطين يا بدار، لكنني عندما أكتبها، لا أستطيع إلا أن أنزف، فهي الوجع الذي لا زال طرياّ ولا يزال ينزف في خاصرة الأغاني. لكن، علي القول أنني أحببت كيف كتبتِ لها وعنها، رغم الأسى الذي صورته في حديثك عن الحواجز، الاعتقالات، المظاهرات، حتى عن عبثية حياة مجدل فيها، مجدل، شخصية عملك التي منذ مولدها ارتبط كل شيء في حياتها بتاريخ كارثي، من اندلاع الانتفاضات، إلى احتلال مزيد من البلاد، (ليش لحتى نبعد كتير، فاسمها مرتبط بالمجدل التي تم احتلالها في ١٩٤٨ وتهجير أهلها). كل هذه التفاصيل، تميز الفلسطيني وحياته، حيث أن أيامه مرتبطة ومعنونة بحروب ومجازر، كما تقول الكاتبة الفلسطينية روز شوملي:

"يا دمنا

نؤرّخ أيامنا بأسماء المجازر

ونعنونها بالتهجير

والحصار

والقرى المدمرة

منذ النكبة الأولى

والنكبة الثانية، ومتوالية النكبات"

بالآخر، بس بدي أقلّك ليش ما عطيت عملك علامة كاملة هون، أنا مش معلمة ولا بحب مهنة التعليم. بس إنه يعني بدي أفسرلك ليش. ما بدي أعيد اللي حكيته فوق بإنه كم عملك حلو ومميز، لكن كان هناك كم من الأخطاء الإملائية والنحوية، كان بحاجة لتحرير وتدقيق أكثر. وهنا أعتب على دار الأداب حيث كان لا بدَّ من أن يتم العمل على تحريره وتدقيقه بشكل أفضل مما خرج عليه العمل. يعني لازم حطوا فيها شوية جهد (أجر عن أمواتهم يعني)، لكن بالنهاية، كما ذكرت فعملك هذا جميل ومختلف وسيبقى في ذاكرتي طويلاً. من أفضل ما قرأت هذا العام. (إنسي هاللطش😉).

كل التوفيق في قادم أعمالك

محبتي

أماني أبو صبح (التي صارت تعرفكِ الآن وتنتظر جديدك)

ملاحظة: ناقشنا الرواية في نادي جسور من ورق وكانت من المناقشات الجميلة والثرية.

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق