مأساة مدام شلبي > مراجعات رواية مأساة مدام شلبي > مراجعة Hesham Wahdan

مأساة مدام شلبي - يارا إبراهيم
تحميل الكتاب

مأساة مدام شلبي

تأليف (تأليف) 4.5
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

* المميزات / نقاط القوة *

- قضية اجتماعية معاصرة جداً.

- أسلوب سردي هجين.

- لغة كتابة ساخرة بطعم المرارة.

- الشخصيات أصيلة ، واقعية وغير متكلفة.

-----

* العيوب / نقاط الضعف / الملاحظات *

- البناء الدرامي للأحداث شابه القليل من البطء والتكرار.

- النهاية جاءت هادئة بلا مفاجأت أو صدمات.

-------------------------

مراجعة الرواية:

البيوت أسرار. هي حكمة نتوارثها عبر الأجيال. لا خلاف عليها بطبيعة الحال ، اذا كان هناك متنفس يتيح لأهل البيت ان يتناولوا مشكلاتهم ، خلافاتهم وقضاياهم بشكل صحي ومحاولة ايجاد صيغة تفاهم عادلة لجميع الأطراف.

للأسف أغلبنا تربى على السمع والطاعة بدون نقاش وأن ما يقرره الأباء والأمهات هو عين الصواب دائماً مهما كانت نتائجه كارثية على من يتحمل التبعات في نهاية الأمر وهو الأبناء.

هكذا كانت تسير الأمور جيل وراء جيل حتى وقت قريب قبل اندلاع ثورة اتصالات هائلة وطفرة تكنولوچية مرعبة تحمل اسم ( وسائط التواصل الاجتماعي - السوشيال ميديا ). هنا فقط ظهرت النتائج الكارثية لما تحملناه طويلاً وصار عبئاً يثقل كاهلنا ، لم نكن نجد وسيلة لتفريغه واسقاطه. ومن ظنوا أنهم آلهه وسادة لا تخطىء ، وجدوا أنفسهم مدانون في محكمة الأجيال.

وهذا هو بيت القصيد من هذه الرواية التي ناقشت فيها يارا ابراهيم قضية معاصرة هامة ، كلا طرفيها يتحدث لغة غير الأخر وكان اخطر نتائجها هو اننا اصبحنا على المشاع وسيرة تلوكها الألسن كل ليلة وكل يوم.

* الفكرة / الحبكة *

من نقاط تميز الرواية هو فكرتها المواكبة لزمن الوسائط الاجتماعية الذي طغى على حياة الجميع ووصل حتى غرف نومهم.

( عائلة شلبي ) اسرارها وحياتها الشخصية تعرض على الهواء مباشرة من خلال تطبيق حديث يسعى لاختراق الخصوصيات تحت زعم الحرية. كلمة براقة ولامعة ستجد حتماً صدى هائل لمتحدثي لغة هذا الزمن والذين بدورهم يحملون ارثاً ضخماً من الكبت ، القمع ، الفشل والانهيار الأسري والمجتمعي.

اذن هيا بنا نحقق احلامنا نحو الحرية ولا مانع من تحقيق ثراء سريع ينتشلنا من دائرة فقدان الأمل التي لا نجد منها فكاكاً.

لمن يُحسم صراع الأجيال ؟.

* السرد / البناء الدرامي *

السرد جاء باسلوب هجين جمع بين نمط الراوي العليم والراوي المتكلم. لا بأس به على الاطلاق ولم يُثر اي ارتباك. تناوبت الحكايات على ألسنة أفراد عائلة شلبي ولكل منهم منظور شخصي للقضية المُثارة.

البناء الدرامي للأحداث حمل القليل من التأخر في كشف الفكرة رغم وضوحها الشديد منذ البداية ، وبعض التكرار لمواقف واحداث سبق وعشنا معها رغم انها جاءت من وجهات نظر مختلفة. ليست مشكلة كبيرة بطبيعة الحال فطزاجة الموضوع تشفع لأي ملاحظات في هذه النقطة.

* الشخصيات *

الأسرة المتوسطة هي المستهدفة من القضية حيث الضغوطات الاجتماعية والاقتصادية تسحقها بلا رحمة وقد تدفعها الى الولوج لعوالم تبدو ساحرة ومغرية لتحقيق مكاسب سهلة وسريعة تساعد في الحفاظ على كيان الأسرة لكن الثمن المدفوع بالتأكيد باهظ جداً.

مدام سوسو شلبي من جيل قديم لا يعرف لغة التكنولوچيا في مواجهة ابناؤها الأربعة الذين نالوا حظهم من هذه الثورة التكنولوچية بشكل ما واستطاعوا اللحاق بالرَكب وركوب الموجة.

حوار الطرشان هو النتيجة الحتمية في هذه المواجهة حتى تجبر الظروف احد الطرفين على الحديث بلغة الأخر.

عنصر الشخصيات متفرد بالأصالة والواقعية الشديدة سواء من ناحية طريقة التفكير ، ردود الأفعال واخيراً البحث عن المخرج حتى وان لم يكن على الهوى. المهم انه متماهي مع لغة العصر.

* اللغة / الحوار *

لغة ساخرة تحمل الكثير من المرارة اللاذعة في طياتها.

أهم مميزات لغة السرد هي البساطة التامة والابتعاد عن التعقيدات والفذلكات اللغوية التي ربما كانت لتعطي زخم من حيث الشكل لقضية أجيال ثقيلة لكن كان سيأتي هذا على حساب الاستمتاع بالصراع الدائر.

لغة الحوار ساحرة وكل شخصية لها مذاق حِواري خاص يتناسب مع طبيعتها وسِنها وخِبراتها الحياتية والأهم مع الجيل الذي تنتمي اليه.

أحسنت يارا صنعاً فيما يتعلق بهذه النقطة.

* النهاية *

انتابني شعور متباين ازاء ختام الرواية. هي خاتمة منطقية بكل تأكيد ، متسقة مع سير الأحداث ونالت كل شخصية نصيبها الحقيقي والواقعي والذي كانت تسعى اليه منذ البداية رغم المظاهر والشعارات الرنانة.

شخصياً رغبت في ختام أكثر قسوة على الجميع لكن اعتقد ان الكاتبة اكتفت بهذا القدر من المعاناة الشخصية للجميع وارتأت انه كفى دروساً قاسية وليحظ كل منهم بشيء ما يساعدهم على استكمال ما تبقى من حياتهم واظن انها كانت على حق.

* اقتباسات ذات دلالة *

❞ لم نشعر أننا عائلة يجب أن تجتمع معًا بقدر ما شعرنا أننا خطيئة يجب أن تُمحى. ❝

❞ مشكلتنا الكبت ومصادرة آرائنا ومشاعرنا، جيل الكبار صنع من نفسه رموزًا وآلهةً، ونحن منعنا حتى من التعبير عن أنفسنا. ❝

-------------------------

ختام:

هذه الرواية لم تُخيب ظني وجاءت لتؤكد لي ان تقييمي السابق الخاص برواية ( نموذج كوبلر ) كان في محله.

شكراً يارا ابراهيم.

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق