فوق رأسي سحابة > مراجعات رواية فوق رأسي سحابة > مراجعة Mahmoud Toghan

فوق رأسي سحابة - دعاء إبراهيم
تحميل الكتاب

فوق رأسي سحابة

تأليف (تأليف) 3.5
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

1️⃣ الموضوع : قراءة نقدية

2️⃣ العمل : رواية " فوق رأسي سحابة "

3️⃣ التصنيف : فلسفي ـ نفسي

4️⃣ الكاتبة : دعاء إبراهيم

5️⃣ الصفحات : 208 Abjjad | أبجد

6️⃣ سنة النشر : 2024 م

7️⃣ الناشر : دار العين للنشر - ElAin Publishing

8️⃣ التقييم : ⭐⭐⭐⭐

▪️مقدمة:

ـ في حضرة الموت الرحيم ، يبتسم الشر الرجيم ، هنا يتجلّى الألم ، ويختفى الأمل ، ويصمت الجميع ، فسدُّه منيع ، وقهرُه شنيع ، وصوتُه ذائع ، وعزفُه رائع ، تسكن له الأجساد ، وتنقاد له الأكباد ، وتخفت بحضرته الأضواء ، وتخرس ألسنة الأحياء .

ـ بالكلمة نرتقي ، وبصدقها نتّقي ، وبصوتها نستفيق ، وبضوءها يجلو الطريق ، وبدونها غريقٌ ، في بحر أو حريقٌ ، في برٍّ بلا رفيق .. بالكلمةٌ تبني العقول ، وتعرف الخفي والمجهول ، وتدخل دروب الظلام في محاولةٍ لإنارتها ، وللعقول لإثارتها ، فإن فعلت فقد سادت ، وإن لم تفعل فقد أجادت.

ـ تأبى الركونٍ في زمن الوهن ، تأبى الصمتُ في زمن المحن ، تأبى إلا أن تُدافع ، أن تبقى وأن تصارع ، عن كلِّ حقٍّ مهضوم ، أن تُنجد كلَّ بسيطٍ مظلوم ، أن تُغيث كلَّ مكروبٍ مهموم .. وإن لم تفعل هي... فمن يفعل؟!

ـ وهنا في هذا النص ، وبأسلوب القص ، تبرز الكلمة ، وتتجلّى معانيها، وتسمو مبانيها، وتظهر مفاتنها، وتعمُّ محاسنها، كنهرٍ يتدفّق ماءً، تشربه فتظمأ، وتستزيد من لؤلؤه فلا تهنأ!

▪️حول الرواية:

ـ رواية العيد ، بمرار شديد ، طلّ علينا أبجد سامحه الله :

بعيدية مُرهِقة للروح والنفس والعقل والوجدان ، متعبة للجسم والكيان والبنيان ، في الوقت الذي نفرّ فيه من ثقل الدنيا وما تحمله في طياتها من أوجاعٍ وآلام ، ومن سجنها نحاول الخروج إلى حرية الكون ، نستنشق عبير الهواء ، ونتطلّع إلى بصيصٍ من نور الشمس ، نجد فوق رؤوسنا سحابة ، دفعتها إلينا د. دعاء إبراهيم ، هذه المتخصصة في تشريح النفس البشرية وتعريتها من أثواب الغش وفخاخ الأمان ، إلى حيث ما هي عليه حقارة وهوان .

ـ في هذا العمل النفسي الفلسفي العميق ، كانت رحلة "إجازة العيد" خشيتُ أن أدخل إليها سويًّا فأخرجُ معيباً ، ولكن كان الأمر أشدّ ؛ فلم أخرج معيبًا وحسب ، بل معيباً كئيباً غاضباً ساخطاً على هذا الوجود ..

ـ أيعقل أن يتجمع في خيال هذه الفتاة كل هذا السواد والمرار والألم؟!

أيعقل أن تطبخَ لنا وجبة خالصة مما ذكرتُه ، بمداد الدموع، ودماء القهر ، وتوابل الوجع ، ثم توقد عليه نار الغيظ والانتقام ، ثم تُخرجه لنا وجبةً حارقةً للقلوب ، قاتلة للأرواح بسيف غضوب ؟!

▪️ ملخص القصة:

فتاةٌ ذات اثني عشر عامًا ، بين والدٍ غير موجود ، وأمٍّ بلا حدود ، وخالٍ ذي جحود ، وجدَّةٍ ذات ركود .. وبدلًا من أن تكون العائلة ملازمًا وأمانًا واطمئنانًا لهذه الفتاة ، أصبحت شرًّا وحربًا وقهرًا وانتقامًا.

ـ كيف يتركها أبوها ويسافر إلى اليابان؟! إلى تلك الأمة المنحلّة نفسيًّا وفكريًّا وجسديًّا ، التي تتقلب بين الأزواج أو العشاق؟ .. وبين هذا الخال الذي ، بدلًا من أن يعوضها عما غاب عنها من أبوتها ، تراه يفضّ بكارتها ، ويغتصب طفولتها!

ـ فتنشأ المسكينة في جوٍّ مظلمٍ كئيب ، ولا تجد مخرجًا من كل هذا الظلام إلا ما هو أشد منه وطاة ، وأكبر منه سطوة ، ولا يسمعها إلا غرابًا ينعق بما لا يُسمع ، بلا دعاء ، ولكن بنداء...

نداءٍ بالموت، بالموت فقط.

ـ ملاك الرحمة هذه، تتحوّل إلى أداةٍ للموت، لكل من وقع تحت يدها، انتقامًا مما حدث لها ، وحين تقرر ميلادًا جديدًا ، وتحاول الخروج من هذه الأزمة بالسفر إلى أبيها في اليابان ، تكتشف أن الظلام واحد ، وإن اختلفت أمكنته ، وأن الشر يتنقّل ، ولا تمنعه الحدود ، ولا تصدّه السدود ، ربما يختلف شكله أو لونه أو هيئته أو لغته ، ولكن يبقى الظلامُ ظلامًا، ولو تحت ألف شمس مشرقة ، بارد تحت كل نار محرقة .

▪️جوانب العمل :

ـ نصٌّ سيرياليٌّ نفسيٌّ فلسفيٌّ ، شديدُ العمق ، شديدُ الجرأة، يقتحم أماكن مغمورة، مَطموسةٍ بهوية الدين، بهوية العُرف، بهوية العيب، بهوية الفضيلة...

لكن تأبى دعاءُ إلا أن تُخرِج المستور، وتُنقِّب عن المغمور، وتُظهِره للعيان، ولو أصابك الجنون، فأنت في الدنيا ولست في الجِنان.

ـ سردٌ مثقلٌ بالمعاني النفسية العميقة، بالرمزية، والإشارة الدقيقة، باللغة الأنيقة، والألفاظ الرقيقة، التي تنقل لك جل الحقيقة ، بأسلوبٍ يجعل القارئ في قلب الحدث:

لا هو يقرأ، بل يُعايِن.

لا هو يسمع، بل يُبصِر.

لا هو يتخيل، بل يُشاهِد.

لا هو ينظر في آلام الأبطال، لكنه يتألّم.

لا يصمت، بل يتكلم.

لا يجهل، بل يتعلّم.

ـ طوّعت تحت بنانها المتناقضات ، وسهلت العبارات والمفردات ، لتنقل هذا الحزن الدفين ، في قلوب الخطائين ، أولئك المساكين ، وتفيض على الأوراق ، بهذا الدم المعراق ، بهذا الكمّ الهائل من الوجع، والقهر، والمرار ، الذي ينبعث منه الشرار ، إن أصابك أحرقك ، وإن تجاوزته أغرقك ، وإن أمعنت فيه النظر ، أخذت منه العبر ، وتسلحت بالحيطة والحذر ، فالأمر كدر ، سواد ووزر ، جحيم بل سقر.

▪️ اقتباسات:

ـ ❞ أن تعيش مع أناس لا يشعرون بك، تبرد فتغطي نفسك، تغضب فتهدهد نفسك، تجوع فتأكل نفسك ❝

❞ لو أرادوا أن يحافظوا على البيئة فعليهم أن يتخلصوا من البشرية. غير ذلك يبدو الأمر مضيعة للوقت. ❝

❞ قلبي في قلبه، متصلان أنا وهو بقلب واحد يضخ السم ذاته، ثمة دواء قاتل في دمي، يتدحرج في أوردتي، يصيبني بخدر تام ودائم. ❝

❞ أخبرونا في المدارس أن الأشجار والنباتات حية. هل هذه حياة! تُداس فلا تملك أن تصرخ، تمتد إليك الأيدي فتبتسم بسمة أخيرة استعدادًا للقطف، ثمة حياة هنا وأنا لم أختبر غيرها. ❝

#أبجد

#دعاء_إبراهيم

#فوق_رأسي_سحابة

#مراجعات_محمود_توغان

Facebook Twitter Link .
2 يوافقون
اضف تعليق