في العيد والناس بتدور على حاجات تضحكها، أنا قررت أرجع لقراءة رواية "فوق رأسي سحابة" للكاتبة دعاء إبراهيم... بس المرة دي من على تطبيق أبجد، والسبب طبعا هو المشاركة في مسابقة العيد اللي عاملينها مع دار العين.
أنا كنت قريت الرواية ورقي بعد معرض الكتاب مباشرة، وحسيت إنها تقيلة ومؤلمة، لكنها جبارة وفيها فكرة وتجربة عظيمة بس لما رجعت لها تاني على أبجد، لقيت نفسي شايف الرواية بنظرة مختلفة تمامًا.
المرة الأولى كنت بجري ورا الأحداث، بس المرة التانية؟ أنا وقفت عند كل سطر، كل تشبيه، كل جملة معمولة بصنعة وحرفنة، واكتشفت تفاصيل مكنتش واخد بالي منها خالص.
الرواية سوداوية بامتياز، مرعبة نفسيًا، ومش بتهزر، - عيد سعيد بقى -.
والكتابة مش بس حلوة، دي محكمة ومدروسة، من أول الإهداء، اللي مهداة فيه الرواية لملاكم ياباني اتحبس ظلم 45 سنة، لحد آخر صفحة بتحسسك إنك إنت اللي كنت محبوس! 😅
والرواية، عن "ممرضة مصرية" هربت اليابان تدور على حياة جديدة، بس اكتشفت إن الهروب من النفس ومن الماضي أصعب من أي مسافة.
فيها دراما نفسية، رموز، تحليل عميق، حاجات هتزغلل دماغك، ومشاهد كأنك بتتفرج على فيلم ياباني مكتوب بالبلدي المصري.
الكاتبة دعاء إبراهيم قدمت عمل فني كبير، مفيهوش رحمة، بس فيه صدق نادر.
أسلوبها في السرد والتشبيه يخليك تحس إنك بتتفرج على الرواية مش بتقراها، وده في حد ذاته إنجاز!
ليه تقرا الرواية؟
لو بتحب الأعمال النفسية العميقة جدًا.
لو بتستمتع بالرمزيات والمجازات والبناء الأدبي المحكم.
لو عايز تدخل في تجربة إنسانية مؤلمة ومليانة أسئلة وجودية.
ولو زيي بتحب تقرأ تاني علشان تكتشف اللي فاتك في المرة الأولى.
من الآخر؟
الرواية دي مش لكل الناس، بس لكل حد بيحب الأدب الحقيقي.
اللي عايز حاجة تريّحه في العيد يقرأ نكت على الفيس.
لكن اللي عايز رواية تعصر قلبه وتفضل تفكك في دماغه بعد ما يخلصها، فـ"فوق رأسي سحابة" هي اختيارك المثالي.
كل سنة وأنتم طيبين... وقراءة مفيدة. 😌🖤
#أحمدمجدي