إلى من يبحث عن الكتاب الذي لا يُقرأ، بل يُحس

وقعتُ على رواية “وكبرتُ ونسيتُ أن أنسى” لبثينة العيسى، فلم أقرأها بعينيّ، بل بشيءٍ أعمق،كأن الكلمات تسرّبت إلى تلك المساحات الصامتة داخلي

إنها ليست حكاية

بل وجعٌ يُروى على مهل عن “فاطمة” التي كبرت وفي قلبها ظلٌ لطفلةٍ لم يُنصفها أحد عن تجربة لم تُنسَ بل نضجت بصمت في الجسد والروح حتى باتت مرآة لكل من مرّ على الوجع وخرج منه مختلفًا

اللغة هناك ليست جملًا عابرة بل أنفاس مكتومة واعترافات ناعمة تختبئ بين السطور

بثينة لم تكتب عن الضحية بل عن الإنسان بعد أن ينجو وبعد أن يتصالح– أو يحاول –مع ماضيه الذي لم يختره

في الرواية لن تجد إجابات بل أسئلة تُشبهك

لن تجد بطلة خارقة بل إنسانة تُقاوم بصمت

تُحاور ذاكرتها وتُربّي صبرها كما يُربّى الورد في أرضٍ لا ماء فيها

رأيت في “فاطمة” صوتًا لم نسمعه من قبل صوت أولئك الذين قِيل لهم انسوا وما استطاعوا

الذين كبروا لكنهم لا يزالون يتعثرون في ذكريات لا تموت

إن كنت ممن يؤمنون أن الحزن لا يُروى صُراخًا بل همسًا

وأن الصبر أحيانًا لا يكون قوة، بل محاولة للثبات دون صوت

فستجد في هذه الرواية نفسك… أو ما تبقّى منها

اقرأها حين تكون هادئًا بما يكفي لتسمع قلبك،

فهي لا تقول الكثير، لكنها تُشبهك أكثر مما تتخيل.