رواية فلسفية بإمتياز استطاعت فيها دعاء إبراهيم
أن تعبر بنا فوق سحابتها منذ البداية الجريمة الأولى والموت الأول
منذ آدم والتفاحة.
في سرد ملهم عبرت وعبرت عن الكثير من الأوجاع التي قد تصادف أن تكون عادت ولكن بمعالجة فنية
وأسلوب عميق رسمت كيف يكون الألم؟ كيف يهذي الإنسان منتشيا وهو في قمة اليأس.
كيف يتخبط الإنسان، يتنازعه حظه العاثر يلهو به كما يلهو طفل أحمق بقط شريد.
رغم المعاناة الشديدة لبطلة الرواية وغوصها داخل كل ذرة في كيانها المتخبط وجسدها المستباح
إلا أنني لم أجد كلمة بذيئة أو مشهدا فجا أدير وجهي عنه.
عبرت دعاء إبراهيم عن شخصية رفضتها الحياة، فنصبها الموت إلاها يزهق الأرواح.
ربما كانت البطلة هي ذاتها قابيل في جسد أنثوي. لم يقتل للغيرة أو الكره ولكنه يقتل ليعبر عن وجوده.
رواية يُقال عنها الكثير وهي ثاني رواية أقرؤها للكاتبة بعد ست أرواح تكفي للهو
وأعترف أن الكاتبة تفوقت على نفسها بفنية الرواية وأسلوبها المغاير وطريقتها الشيقة في جعلك
تنساب داخل أروقتها دون ملل. تتحول معها إلى موجة لا تستطيع أن تغادر البحر مهما أغراها ااشاطئ حتى تصل للنهاية.
تحياتي للكاتبة وبالتوفيق دائما
حنان الهواري