حياة بطعم النعناع > مراجعات كتاب حياة بطعم النعناع > مراجعة محمد صالح

حياة بطعم النعناع - عماد عيد
تحميل الكتاب

حياة بطعم النعناع

تأليف (تأليف) 4
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

حياة بطعم النعناع لصاحبه عماد عيد

كُتيب خفيف يُقرأ في جلسة واحدة فهو أشبه بمحفز كهربائي أو Co-Factor ينشط قارئه بعبارته التحفيزية للموضوعات التي تناولها الكتيب وأني لأنصح بقرائته -خصوصاً للشباب مابين 18-30 - لما يتميز به من جمال اللغة المكتوب بها ولطافة العبارات، كنت قد بدأت قرأته بعين المنتقد وخصوصاً عند حديثه في أولى صفحات الكتاب عن رأيه حول ارتياد الأماكن الراقيه بقوله

❞إن كنت ترتاد المقاهي الفاخرة فإنك غالبًا شخصٌ راقٍ، تحافظ على مظهرك الخارجي، وتسعى إلى عدم جذب انتباه الناس إليك بشكل خاطئ، وترتعد من فكرة أن تُسقِط قطرة قهوة على ملابسك ..الخ ❝

ولكن بعد ذلك قررت أن أقرأه بعين الجمال واتصيد منه العبارات الجميلة وقد كان كذلك سأترككم مع بعض الاقتباسات

...

❞ الراحة لا تكمن في إيجاد الإجابة لكل سؤال، بل تكمن في تفاديك أكبر قدر من الأسئلة، فماذا سيفيدك يا صاح من أن تجعل عقلك، القاصر عن فهم كل شيء حوله، يأكل بعضه حينما يبتزّه ويستفزّه جوعه للمعرفة، ويغدر به فضوله!‏ ❝

‏...

❞ والبعوض الذي يجب أن تحمي نفسك منه منتشرٌ انتشار الهواء في السماء، فهناك بعوض الأمل المزيّف الذي ينهبك دون أن تشعر، وهناك بعوض الماضي الذي لا يأتي فُرادى كالجواسيس، بل سرايا كالجيوش، وهناك بعوض التفكير في المستقبل، وهو من أشرس أنواع البعوض الذي يقرص الروح دون هوادة، إنه أشرس بكثير من بعوض الماضي، ❝

‏....

❞ وإن الرزين ذا العقل الرشيد لأَقْدَرُ الناس على فهم أن أقل القليل من أي شيء قد يكون سلاحًا تذود به عن نفسك، وقد يكون سلاحًا يقتلك في نهاية المطاف.‏ ❝

...

❞ صغائر الأمور التي يهملها الناس، هي من تصنع المعجزات في النهاية، فرفرفة جناح فراشةٍ في إفريقيا قد تُحدِث أعاصيرَ على المدى البعيد في الصين.‏ ❝

....

❞ المرء يدمن لعبة جلد ذاته على ما ليس ملكه، بل ويسترسل في خلق السيناريوهات الكاذبة، ويجعل بطلها ذلك الشيء الضائع أو تلك الفرصة الفائتة، ❝

...

❞ إن الخوف موتٌ يأتي للإنسان ولو كان في بروجٍ مشيّدة، وانظر في أمر نفسك وقل لي، كم فرصةٍ كانت قطوفها دانيةً أمامك وخِفتَ أن تسارع بقطفها، كأن قطفها خطيئة؟ ❝

‏....

❞ تَرَبَّينا على فكرة أننا ناقصون، ينقصنا شخص، أو ينقصنا بيت، أو تنقصنا وظيفة، أو شيء ما آخر، لكي نستطيع أن نحيا حياتنا بكل سعادة، ومن هذا المنطلق تبارينا وانطلقنا في مضامير الحياة نبحث عمّا ينقصنا بكل شراسة، كي نذوق طعم السعادة المنشودة، حتى صارت حياتنا كلها رحلة بحث لا خط نهاية لها.‏ ❝

.....

❞ فما القلب إلا خزانة كبيرة تُعلَّق على شمّاعاتها الذكريات التي لم تُجفِّف شمس الحاضر بَلَلها بعد، ❝

‏...

❞ أعلم أنك من حين إلى آخر يجتاحك حزن لا تعرف له سبب، وأعرف أنك غالبًا صرت تغلق على نفسك كل الأبواب من تفاقم مآسيك وأحمالك، فروحك الوضّاءة التي كانت تشعّ نورًا، قد خَبَتْ جذوتها، وخارت مع الأيام قوّتها، فاتخذت من فلسفة الصمت أسلوب حياة، وأصبحت لا تكلّم الناس إلّا رمزًا، بل وأحيانًا تشعر أن ذلك أثقل عليها من ألف صخرةٍ بِلاليّة.‏ ❝

...

❞ اصنع جميلًا لنفسك وخذها معك إلى نزهةٍ قصيرة في مروج ذكرياتك الرحبة، وتذكّر كرَّاساتك التي رفرفتْ كثيرًا في السماء من معانقتها للنجوم التي رسمها لك معلّمك أو معلّمتك، وتخيّل أنّك ممسكٌ بالطباشير وتكتب اسمك على سبّورة فصلك، واركض كأنّك تركض في فناء مدرستك، واحيا حياتك كلّها كأنَّها حصّة فارغة، ولا تهمل نفسك وتكبح روحك أكثر من ذلك، فإن ما جعل الرجال يتقصَّفون أمام مهالك الدهر، هو قمعهم لتلك النوستالجيا التي تدبّ في عروقهم من حينٍ إلى آخر، وإنّي لأجزم أنّ من يقمع تلك المشاعر النبيلة بداخله، فإنّما هو يقمع طبيعته، وارتضى بملء إرادته أن يتخلّى عن إنسانيته ويتركها في زاويةٍ ما من جسدها البالي ❝

...

❞ ‫ ‏ضع ذاتك في المكان الذي يليق بها، وأنزلها منزلًا كريمًا، ولا تقدّم عليها شيئًا، مهما كان مهمًّا، ومهما أوردك ذلك المهالك، وأدّى بك إلى الموت جوعًا، فالموت جوعًا أهون من أن تُخدَش كبرياؤك، ويمسّ قلبك بطرف من الأذى، ولو بأذًى معنويٍ!‏ ❝

‏...

❞ وأن أولى خِصال الورد كثرة الابتسام، إذ يبتسم مهما اشتدّت عليه الرياح، ويحمرّ خجلًا حينما تصالحه أشعة الشمس الدافئة، فلا يسخط، ولا يقنط، ولا يتشكّى، وإنما يكظم غيظه، حتى يبلغ صبره الجميل مُنتهاه، ثمّ يُتبعه بصبرٍ أجمل، ❝

‏...

❞ العمر لن ينتظرك في المحطة كي تتعافى وتتصالح مع ماضيك، بل سيمضي وسيقطع بك مسافاتٍ لن تستطيع تذوّق طعم أماكنها، إذا كانت ذاكرتك واقفة هناك، عند كل شيءٍ تركته.‏ ❝

...

❞ علّمني السحاب أنّه مهما أخذتني الرياح إلى بلادٍ لا أشتهيها وتجارب لا أبتغيها، فيجب عليَّ أن أتأقلم على كل الأوضاع، وألَّا أسخط أو أقنط، فإنَّ ما يورد القلب المهالك هو عدم رضا المرء بالمقسوم له, وفهّمني أنّ عدم التكيّف على مستجدّات الحياة عثرة لا يُقيلني منها التفكير فيما مضى، ولا ينقذني منها إلا التناغم معها.‏ ❝

...

❞ تعلَّم من السحاب أن تكون ممتلئًا بالخير للجميع، ووزِّعه عليهم دون انتظار أيّ مقابل، واسقط مطرًا على عطشهم وصحرائهم، واسقط مطرًا يغسل شوارع وحارات أرواحهم، واجعل سقوط مطرك عليهم أجمل بداية لهم ❝

....

❞ يقول باولو كويلو:‏

‫ ‏"ليس كل سقوط نهاية، فسقوط المطر أجمل بداية".‏ ❝

....

❞ ‫ ‏هو رقيقٌ ومشاعره بيضاء رقراقة، لا يُداخِلها التصنّع، ولا يُمازِجها الرياء، وإنّما يفعل ذلك ابتغاء نشر الحبّ وضخّه في الأجواء والأنواء.‏ ❝

...

❞ وطوبى لمن طهّر قلبه فأنار له دربه، وخابَ وخسر من كان قلبه مرتعًا لكل أمرٍ مُضل يعزله عن رؤية الطريق، ويمنعه من استكشاف الرحلة.‏ ❝

....

❞ اجعل جدولكَ اليومي فيه قسطٌ من الخير، وكُن عصًا يتوكَّأ عليها الآخرون، فمتى احتاجوك وجدوك، ومتى ضاقت بهم الحياة قصدوك. ❝

....

❞ كن أغنيةً تمنحهم السلام النفسي إذا ما استطعت إلى ذلك سبيلا. فإذا جاءك أحدهم وأفضى إليك بما يؤرِّقه، فلتتركه حتى يفرغَ مِن شكواه، ثمّ ضمّد جرحه بنظرةٍ دافئةٍ منك، واحتضنه باهتمامك ورعايتك.‏ ❝

....

❞ استثمارك في نفسك ليس رفاهية، بل ضرورة كالمأكل والمشرب والملبس؛ فابذل قصارى جهدك في ذلك، وعوّد نفسك على محاربة تراخيك وحبّك لمناطق الراحة المزيفة.‏ ❝

....

❞ ومخاوفنا يا صاح هي مَنفانا الكبير، ونحن منفيون في جزيرة الخوف، إننا نذهب إلى هناك فاقدي الشجاعة على فعل أي شيء سوى الاستسلام، نترك أنفسنا لنتوه على هذه الجزيرة، وندع الخوف يملؤنا بخيالات ما أنزل الواقع بها من سلطان، هناك سيُخيِّل إليك خوفك أنّك لا تصلح إلا للألم، وأنّك لست شيئًا سوى مأساةٍ تَشَبَّهتْ بالبشر، هناك ستجد شاشات عرضٍ يَكرُّ عليها شريط حزنك الشخصي، وسيتكرر ويتكرر ويتكرر، ❝

....

❞ «لا أملك الشغف للإكمال.» ‏

‫ ‏«لست في مزاجٍ رائقٍ اليوم.» ‏

‫ ‏«سأرتاح اليوم وأواصل غدًا.» ‏

أصحاب هذه المقولات قرينهم هواهم ونديمهم كسلهم؛ لأنهم يستبدلون الذي هو أضعف بالذي هو أشرف، يستبدلون الهرب بالشجاعة، وهذا ضربٌ من الجبن الفاضح والضعف الواضح.‏ ❝

....

❞ نطلب الحبّ، لكننا لا نمنحه أحدًا، نسأم من الوحدة، غير أننا لا نتواصل مع غيرنا، نقول أين الدعم، ونحن لا نقف سوى مع أنفسنا، ننادي هل من مجيبٍ لآ..امنا الصارخة، إلا أننا نمرُّ على المتوجّعين ولا نربّت على أكتافهم، نقول أرواحنا عطشى، وما جرّبنا مرةً أن نسقي الظامئين من حولنا، ونصرخ أين دورنا في حكايات الآخرين؟ لكننا لا نترك لهم حيزًا من الحياة في حكايتنا.‏

‫ ‏وأعجب ممن يمارس هذا الفعل الشنيع في نفسه، ثم بعد أن يلحق روحه الفقر، يرجع متسوّلًا، فيمدّ يده لأي متصدِّقٍ بالاهتمام، ولو كان زائفًا!‏

‫ ‏إن نتيجة هذه الأنانية وانعدام الحكمة، هو الغرق، فتحت منك اليابسة، لكنّك تحسّ أنّك غرقٌ يسير على قدمين!‏ ❝

....

❞ ‫ ‏لا تكن حجرًا، فالأحجار مصيرها أن تُنحّى جانب الطريق كي يسير المارّة، بل كُن زهرةً محبوبة الوجود ومحمودة العطاء، وقتها ستجد الجمال ينهال عليك، وسترى السكينة تجري في دمك مجرى الدم من العروق.‏ ❝

....

❞ والحال أنه ليس هناك ألذّ من أن تنام شبعان الروح، بعد أن كنت جميلًا في يومك بقدر الإمكان، وبعد أن أدّيتَ ما عليك من واجباتٍ تجاه الآخرين. هو إحساس بنضج الحياة في قلبك، واكتمال الإنسانية بداخلك.‏ ❝

....

❞لا تنكر أن الاكتئاب ينفيك في أغمق جرحٍ بروحك، فهي لعبته الأثيرة.. أن يدوس على ما يؤلمك ويحاربك به؛ كي لا تطرده وتُشرّده، فأنت طعامه الذي يتغذّى عليه، وطردك له يعني موته جوعًا!‏ ❝ بتصرف

....

❞ تستخدم كلمة «غدًا» أيضًا كمسكِّنٍ تُسكِّنَ به ألم ضميرك الذي يوخزك، لأنه يراك متقاعسًا عن الحياة، والأعجب أنك تنجح دائمًا في ذلك، بل وتنام لا يشغلك شيء، غير أنَّ الحقيقة هي أنَّ روحك تتعفّن بالداخل من فرط تَوْقها إلى الحياة!‏ ❝

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق