مراجعتي لرواية “صباحًا في باريس ومساءً في القاهرة”: رواية جميلة، شدتني بتعقيد شخصياتها، خاصة شخصية “توماس” الرسام الذي واجه ويلات الحرب العالمية الثانية. خسر كل شيء، وواجه الموت أكثر من مرة، وتحوّل من فنان عاشق للرسم إلى مجرم حرب. تألمت لمعاناته، كوابيسه، وتيهه في البحث عن ذاته بعد كل ما مر به. الكاتب أبدع في تصويره حتى شعرت بأنه شخصية حقيقية، ولامسني حزنها بشدة.
العنوان جذاب ويحمل في طياته الكثير من المعاني والتساؤلات. الصباح في باريس والمساء في القاهرة يوحي بتقلب الحياة والمصائر، ويعبّر عن أن دوام الحال من المحال.
مع أن الرواية تصنف ضمن الأدب الرومانسي، وهو تصنيف لا أفضله عادة، إلا أن معاناة توماس وما مر به قبل الحرب وبعدها، وطريقة تصوير الكاتب لها، جعلتني أُعجب كثيرًا بالرواية. ليست المعاناة بحد ذاتها ما أعجبني، بل عمقها الإنساني وطريقة عرضها التي جعلتني أتمنى لو كنت هناك لأمنع الحرب عنهم.
شخصية كاميليا أيضًا كانت مميزة، بصراعها بين الحلم والواقع، وعجزها في البداية عن وضع حدود للآخرين، ثم تحديها لكبار القادة وشجاعتها في كسر القيود. رغم كونها شخصية خيالية، إلا أنني وجدتها ملهمة.
أُعجبت بالسرد والوصف، والحوار باللهجة المصرية البسيطة مقابل السرد بالفصحى. أحببت شخصية “أحمد” كثيرًا، خاصة حين يتحدث أحيانًا بالفصحى وأحيانًا بالعامية، مما أضاف لمسة واقعية وإنسانية جميلة.
النهاية كانت مفتوحة، وتركت أثرًا جميلًا ومؤلمًا في الوقت ذاته.
باختصار، رواية تستحق القراءة والتأمل، وأعطيها خمس نجوم بكل امتنان.