مراجعة لرواية "أحارب بأمومتي" – تأليف ياسمين مرزوق
تعرفت إلى الكاتبة ياسمين مرزوق منذ سنوات قليلة، من خلال مدونتها على إنستغرام. لطالما جذبتني مراجعاتها الأدبية، وكنت أراها قارئة نهمة تملك أسلوبًا خاصًا ومميزًا في الطرح. وعندما علمت أنها أصدرت عملها الثاني مع دار تشكيل، قررت أن أقرأ روايتها "أحارب بأمومتي" لأرى كيف انعكس هذا الشغف بالقراءة على كتابتها.
في البداية، أعجبتني لغتها؛ كانت سهلة، واضحة، وبعيدة تمامًا عن العامية، مما أضفى على السرد رصانة محببة. أسلوبها بسيط دون تكلف، وهذا يُحسب لها. لكن، رغم هذه الإيجابيات، وجدت بعض الملاحظات التي لا يمكن تجاهلها.
أكثر ما أزعجني هو التكرار، خاصة لعبارة "حسنًا حسنًا"، والتي ظهرت بشكل مبالغ فيه، ما أضعف الإيقاع العام للنص وأخرجه أحيانًا من السياق الطبيعي. كذلك، شعرت أن الحبكة ضعيفة إلى حدٍ ما، إذ لم يكن هناك تصاعد درامي مشوّق أو تحولات تدفعني للارتباط بالأحداث أو انتظار تطوراتها بشغف.
أما عن الشخصيات، فكانت مشكلتي الأكبر. أسماء مثل "قطن" و"زين" بدت غريبة وغير متناسقة، وكأنها ناقصة أو غير مكتملة. إضافة إلى أن التفاصيل المتعلقة بالشخصيات والخلفيات كانت قليلة، مما سلب الرواية جزءًا كبيرًا من جمالها وأضعف تأثيرها العاطفي.
مع كامل احترامي للكاتبة، ورغم تقديري للجهد المبذول في هذا العمل، فإنني لم أتمكن من إكمال الرواية حتى نهايتها. توقفت في منتصفها لشعوري بأنني لا أجد نفسي داخل هذا العالم، ولا أستطيع الاستمرار دون ذلك الاتصال الحميمي الذي يربطني بالنص.
في النهاية، قد لا تكون هذه الرواية قد نالت إعجابي، لكنها تبقى تجربة تستحق الاحترام...