جذبني العنوان الذي يحمل اسم جدي الحبيب -رحمه الله-، في الحقيقة لست من هواة الروايات الاجتماعية ولكن الاسم وحده كفيل بتفجير بواعث الفضول لمحتواها، لا سيما أن الكاتبة أخبرتني أنها مقتبسة من شخصية حقيقية...
الرواية تدور أحداثها في قرية ريفية تحكي عن قصة رجل بخيل للغاية كون ثروة هائلة وله عدة أبناء يسكنون جميعًا في بيت عائلة.. وتبرز مظاهر الترابط العائلي وما يلحقه من اعتلال القلوب واختلال النفوس البشرية..
شعرت لوهلة أن العائلة ليس لها آخر لكثرة الشخصيات، وأن الرواية لا تقدم جديدا سوى عرض مشكلات وعقد نفسية متجذرة لكل شخص، ثم فجأة وجدتني أنجذب نحو السطور بانجذاب أكبر لاستكمال أحداثها الغير متوقعة والتي تترابط بإحكام، حتى ما شعرت بنفسي إلا وقد أنهيتها في ثاني جلسة.. وقد خرجت بوجبة كبيرة من الحكمة والعظة لم تُذكر واحدة منها صراحة في الرواية كـ (تحري الحلال في المكسب والمعيشة، والتوبة، والرضا بالقضاء) كما أنها تطرقت إلى قضايا حديثة حساسة كـ(الهجرة والتعامل مع المستـعمر والتهكير وغيرها)..
النهاية ماتعة لأقصى درجة أزالت كل ضيق لحق بي بسبب شخصيات الرواية كما أنها تركت المجال مفتوحًا لخيال القارئ.
أعجبتني اللغة البسيطة والفصيحة في ذات الوقت حتى الحوار الذي هو أشبه بالعامية سليم في التركيب اللغوي..
استخدمت الكاتبة أسلوبين مختلفين في السرد واحد خاص بشخصية «هارون الدسوقي» الذي يفتتح ويختم الرواية حيث يحكي بصيغة الراوي المتحدث، وباقي الشخصيات السرد فيها بصيغة الراوي العليم.
ويظهر جليًا أن الكاتبة استغرقت في مخيلة واسعة أبدعت فيها لتتناسب مع تقاليدنا وعاداتنا وبالاخص أهل الريف..
د. أماني عبد السلام أتمنى لك ولقلمك مزيدًا من الإبداع والتميز والتوفيق بإذن الله، ومرة أخرى شكرًا على النهاية الجميلة 🤗🌹