عن ماذا نبحث في القصص؟وما الشيء الذي نطمح إليه من خلالها؟!
سؤال أطرحه على نفسي بكثير من الحيرة كلما هممتُ في قراءة مجموعة قصصية ما،وعندما أنظر خلفي إلى كل تلك السنوات القرائية أدرك جيدا أن المرء وكما يتغير فيه ألف شيء تتغير شهيته ألف مرة للمؤلفات،سابقا كنت أستمتع أكثر بالعبارات المفخخة والمدججة والنهايات الغير متوقعة والغير مقبولة.
كنت أحب التضاد والإصطدام والإعتصار والإلتواء والمرمطة بغية الوصول إلى المفهوم أو المعنى الذي يريد الكاتب إيصاله،تحدي وتفجر عضلات فكرية أو شعورية،لكني لم أعد هكذا،أو لأقل صرت جد انتقائية وأختار معركتي مع الكلمات بحذر شديد،بترفُّعٍ أكبر وبتَفنُّنٍ أكثر ووعي أوسع.
ولأنها ثاني قراءة لي للكاتب طارق إمام أو طارق الفيلسوف هنا كما هو موثق في قصصه،لم أستحسن تخبطه في المعنى وشدُّه لزواياه برأس ملقط حتى يخلق لنا معنى آخر مناقض ومساوي له في آن واحد..إنها صناعة فحسب للاَّمعنى ورجوعٌ مُخيِّب إلى نقطة بداية القصة.
القصة تعني إلتقاط حدث وضخه بيسر ووضوح-والوضوح هنا ليس التلقين،ارمي لي الأسلوب المباشر الموهم ودعني أستنبط لؤلؤة القصة لوحدي- وعذوبة ورفق على أذاننا وخيالاتنا وأسِرَّتنا وقلوبنا..هذه هي القصة الذهبية.
أعجبتني قصة ❞ كُلُّ الكتب التي قرأناها..كُلُّ الكتب التي لم نقرأها ❝،وقصة ❞ مُسَوَّدةُ قصة موضوعُها مُسَوَّدة قصة ❝،وأظن أن أعمق وأودع عبارة صادفتني هي عبارة..:
❞ لماذا يزيد ثمنُ البيوت كلما ابتلعتها النوافذ؟
ـ لأن الحوائطَ تتقلَّص، فلا يبقى مكانٌ لصوَرِ الموتى. ❝