وسميّة تخرج من البحر > مراجعات رواية وسميّة تخرج من البحر > مراجعة ماجد رمضان

وسميّة تخرج من البحر - ليلى العثمان
تحميل الكتاب

وسميّة تخرج من البحر

تأليف (تأليف) 4.2
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

#قلم_وكتاب

#أفضل_مائة_رواية_عربية_في_القرن_العشرين

وسمية تخرج من البحر

ليلى العثمان : كاتبة كويتية ولدت في عام 1943 م بالكويت، أثارت ضجة في الكويت بسبب كتاباتها وتم منع نشر رواية لها بأمر قضائي عام 2006.

- صنفت الرواية ضمن أفضل مائة رواية عربية في القرن العشرين.

-تحولت رواية " وسمية تخرج من البحر " إلى عمل تلفزيوني.و قدمت الرواية ذاتها على المسرح

عن الرواية:

نص أدبي أقرب إلى القصة الطويلة أو النوفيلا منه إلى الرواية، والتي يمكن تصنيفها رواية واقعية اجتماعية أو نقدية تقليدية.

تضعنا الكاتبة من خلال هذا النص ــــ بلغة شاعرية و انسيابية في العرض ـــ أمام تجربة في غاية الألم والقسوة، والتي تعطي مؤشرا على قسوة التقاليد الاجتماعية في مجتمعات الخليج العربي المحافظة، وسطوتها ضد المرأة، بحيث يكون الموت نهاية كل من تحاول التمرد على هذه التقاليد.

تسير الأحداث في بناء دائري مغلق، يجسد حالة القهر والحنين والاضطراب، التي عانى منها البطل، اذ تبدأ بعبد الله الشخصية الرئيسية داخل الطراد وتنتهي به فيه، وجميعها كانت استرجاعا للماضي، وقد اعتمدت الكاتبة تقنية الاسترجاع والذكريات لاختصار الزمن والسيطرة عليه.

هي حكاية حب مشبعة برائحة البحر، تبدأ بالبحر ثم تدور في ازقة الكويت القديمة، وعاداتها، ثم تعود الى البحر ، فمنه تبدأ ، وإليه تعود.

قصة حب بين صبي فقير اسمه (عبد الله) وصبية غنية اسمها ( وسمية) جمعتهما الطفولة بلهوها البريء وأيامها الجميلة، ثم حالت العادات والتقاليد دون لقائهما بعد بلوغهما مبلغ الشباب، فبقى كل منهما يرنو إلى الآخر وإن لم يره، وحين نجح عبد الله في أن يلتقي وسمية على شاطئ البحر في الليل فاجأهما أحد حراس الشاطئ، فهربت وسمية لتختبئ في البحر خوف الفضيحة، وبقى عبد الله وحده على الشاطئ، ولما ابتعد الحارس هرع عبد الله إلى البحر ليعيد وسمية ، فاكتشف أنها غرقت ، وأنه لا مفر له من أن يبقيها في البحر لئلا يفتضح أمر خروجها من منزلها ليلا.

ثم عاد إلى منزله وقص على أمه ما جرى لوسمية، فذهبت أمه إلى أم وسمية ولفقتا معا حكاية ذهاب وسمية مع أمها وأم عبد الله الى الشاطئ لغسل شعرها بعد أن خضباه بالحناء، فابتلع البحر وسمية، دون أن تتمكن المرأتان من انقاذها أو العثور عليها.

قام بناء القصة على عنصرين أساسين هما:

- الحب الذي جمع بين قلبين أحكمت أواصر الألفة بينهما خلال الطفولة.

- والقدر الذي اغتال الحب في أول لقاء جمع بين الحبيبين.

جمع بين هاتين العنصريين مسوغ روائي هو عادات المجتمع الكويتي قبل النفط التي كانت تمنع الحب وتعزل المراهقين إذا كانوا من طبقات اجتماعية مختلفة كما هو حال عبد الله الفقير ووسمية الغنية.

بناء الشخصيات:

القصة قليلة الشخصيات، وقد رسمت الكاتبة الشخصيات أحادية الجانب، لا تملك غير جانبا واحدا وتتحدث عنه طوال النص، ولا تختلف الشخصيات الثانوية والهامشية عن هذا الأمر: فعبد الله لا يعرف غير الحب وكذلك وسمية وأيضا أم عبد الله لا تعرف غير العمل، وأم وسمية لا تعرف غير الحنان.

وقد اعتمدت بناء شخصية عبد الله على النجوى الذاتية والوصف، ويصعب على القارئ العثور على مقطع من مقاطع النجوى الذاتية أو الوصف الداخلي والخارجي للمكان والمشاعر والأفكار والشخصيات بعيدا عن المنظور النفسي الداخلي، أي من خلال إدراك عبد الله لما يراه ويحيط به ويفكر فيه.

بقيت الشخصيات الرئيسية (عبد الله ووسمية) شخوصا مسطحة في ظاهرها، متأثرة بما حولها وغير مؤثرة فيه

السرد:

استند السرد على ضمير المتكلم، بغية استعادة ما تحتويه ذاكرة البطل، كما يستند إلى ضمير الغائب في التعليق وسرد ما يتعلق بالشخصيات الأخرى، وهذا الأسلوب يجعل القارئ سلبيا يتلقى الحكاية المغلقة، وعليه أن يقتنع بالتفسير الذي تقدمه للحدث، لأن القصة تم سردها من وجهة نظر عبد الله، أما وسمية وأمها ومريوم الدلالة (أم عبد الله) فلا نعرف عنهن إلا ما يخبرنا به عبد الله.

وختاما:

هذه الرواية لا تقرأ بمعزل عن بقية أعمال الكاتبة، والتي تتطرق فيها الى ما كان يشوب المجتمع الخليجي ومجتمعها الكويتي من مظاهر الركود والتأخر والتغير الاجتماعي ولاسيما ما يتعلق بالنظرة السلبية إلى المرأة والموقف منها.

فقد عرضت قصّة الحب بين وسميّة وعبد الله غير المقبولة حسب القيم والأعراف المجتمعية. وأشارت الى دفع الفتاة الصغيرة الى ارتداء الحجاب كما هو مفروض بحسب تعاليم الدين، وما هو متّبع أنّها لا تستطيع الخروج من المنزل كونها وصلت سن البلوغ. وأن العادات والتقاليد الكويتيّة التي كانت سائدة آنذاك، جعلت وسميّة التي لم تقترف ذنبًا سوى مقابلة رفيق وحبيب الطفولة على الشاطئ، ترمي بنفسها في البحر حتى لا يراها حارس الشاطىء الذي مرّ من هناك. فهذا نقد لاذع للمجتمع وعاداته.

#د_ماجد_رمضان

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق