هند أو أجمل امرأة في العالم > مراجعات رواية هند أو أجمل امرأة في العالم > مراجعة Mustafa Khalid

هند أو أجمل امرأة في العالم - هدى بركات
تحميل الكتاب

هند أو أجمل امرأة في العالم

تأليف (تأليف) 4.2
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

ليس كما يوحي العنوان، فلا “هند” عاشت لتصبح امرأة، ولا “هنادي” كانت أجمل نساء العالم.

تموت هند الطفلة الجميلة، مخلفةً قلب أمها متفطرًا بالحسرة. تنجب الأم بعد ذلك ابنةً أخرى، هنادي، فائقة الجمال، فتراها تعويضًا عن خسارتها، بل “أجمل طفلة في العالم”. لكن هنادي تكبر وتصاب بداء التضخم (الأكروميجالي)، مرض جيني نادر يشوه ملامح المصابين به، فيضخم أطرافهم وفكوكهم ويجعل مظهر النساء منهم أقرب إلى الرجال. ومع تقدم المرض، تفقد المصابات بصرهن وسمعهن وقدرتهن على الحركة والتحكم في وظائف الجسد، ويتساقط شعرهن وأسنانهن، بل حتى الذاكرة.

مع تحول هنادي إلى كائن مشوه، تبدأ أمها -المهووسة بالجمال والكمال- في إخفائها بعيدًا، تحبسها في علّية المطبخ، تقدم لها الطعام ولوازمها، لكنها تمنعها من النزول. وحين تقرر هنادي الهرب، تنطلق الحكاية.

تتنقل الرواية بين بيروت وباريس، بين صراعات هنادي ومعاركها الداخلية والخارجية، حيث تتحكم في الأحياء ذكريات الموتى: هند، الأم، الأب. وبعد عودتها إلى لبنان عقب انفجار مرفأ بيروت، تبدأ رحلة التداعي والانهيار، إذ يرحل عنها الجميع، إما بالموت، أو بالهروب، أو بالاختفاء الغامض. حتى قطتها “زاكو” المبتورة القدم، وحتى عشيقها رشيد-فرانسوا المقطوع الذراع.

هذه الرواية ابتداءً من العنوان وحتى آخر صفحة مِرْآةٌ هائلة غنيّةٌ بالثنائيات المتضادة: الجمال والقبح، الحب والكره، الوطن والاغتراب، العدل والظلم، العلم والدين. كل شيء فيها يعكس صورة الآخر، حتى الشخصيات تأتي بأزواج متناقضة: هند وهنادي، فرانسوا ورشيد، غلوريا وعبدول، بيروت وباريس، وحتى الأم التي تتجسد في تناقضاتها الخاصة.

تبدأ الرواية وتنتهي عند “حافة النهر الذي ليس نهرًا”، بسرد متدفق أشبه بجريان ذلك النهر الخيالي، ليصُبّ في محيط الوجدان العالمي. وعلى لسان البطلة، نشهد تضخم كل شيء: الهواجس، الفراغ، الخوف، هنادي، بيروت، والكون ذاته، حتى يصل كل شيء إلى مرحلة التعملق البشع، فالانفجار، فالنهاية.

لا شيء مؤكد في هذا العمل. هل هند هي نفسها هنادي قبل أن يمسخها المرض؟ هل انتحر الأب على شجرة التين كما فعل يهوذا الإسخريوطي، أم هرب إلى إسرائيل؟ هل كان الحب بين هنادي ورشيد-فرانسوا حقيقيًا؟ هل أحبت هنادي أمها فعلًا؟ وهل كانت الأم صادقة عندما أخبرتها أن هناك طفلة قبلها تدعى هند، وأن الصورة الجميلة المحفوظة في الخزنة تخصها؟ وأين اختفى نبيل، ذلك الاختفاء الذي دفع هنادي إلى حافة الجنون؟ لا يقين في هذه الرواية، ولا إجابة قاطعة، وكل شخصياتها تتعارك في هامش الهامش.

Facebook Twitter Link .
1 يوافقون
اضف تعليق