يحدث في صباحات كثيرة > مراجعات رواية يحدث في صباحات كثيرة > مراجعة Youmna Mohie El Din

يحدث في صباحات كثيرة - هدى عبد الحليم
تحميل الكتاب

يحدث في صباحات كثيرة

تأليف (تأليف) 4
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

رواية : يحدث في صباحات كثيرة

تأليف: هدى عبد الحليم

صادرة عن: مؤسسة غايا للإبداع

تُكتب هذه الرواية بأسلوب بسيط وحسّاس، بلغة عربية فصحى خالية من العامية، متقطعة بإيقاع سردي راقٍ يلامس المشاعر والأحاسيس. ورغم بساطة اللغة، إلا أن الرواية تتطلب تركيزًا عاليًا نظرًا لتعدد شخصياتها وتنوّعها، ما يجعل منها عملًا سرديًّا غنيًّا يعبّر بعمق عن الأفكار والمشاعر الداخلية لكل شخصية من منظورها الخاص.

تُعد الرواية ملائمة لشتى الأذواق، وقد صدرت في توقيت متزامن مع عرض مسلسل لام شمسية، الذي أثار الوعي المجتمعي بقضايا الطفولة وحقوقهم المسلوبة، تمامًا كما فعلت قضية الطفل "ياسين"، ابن السنوات التسع، الذي تعرّض لتحرّش على يد مسنّ منعدم الضمير في منطقة دمنهور، في ظل تصاعد قضايا التحرش الجنسي التي هزّت الرأي العام.

تتناول الرواية موضوع التحرش الجنسي بالأطفال بأسلوب أدبي جريء، يتسم بالحساسية والعمق، ويستند إلى بعدٍ أخلاقي يعكس خللًا في المجتمع. غير أن أحد أبرز جوانب النقص في الرواية يتمثّل في ضعف توصيف تعبيرات الوجه والجسد، والافتقار إلى تصوير حركات لغة الجسد، ما كان من شأنه أن يُسهم في إضفاء مزيد من الوضوح على مشاهد الأحداث.

ورغم هذا النقص، فقد نجحت الكاتبة هدى عبد الحليم في تقديم الرواية من زوايا سردية متعددة، بأسلوب واقعي واجتماعي ينبض بالحياة، مفعم بجمالية الطفولة وخيال الفراشات، حتى لتبدو الكلمات كأنها تتراقص في إيقاع موسيقي ساحر. لقد أبدعت الكاتبة في رسم مشاعر الشخصيات بعمقٍ وإتقان، وتمكنت من إثارة الألم والصدمة بطريقة لا تخلو من الرقة والبراءة.

جاء أسلوب هدى عبد الحليم سلسًا وقريبًا من النفس، يحمل بين سطوره إيقاع الحياة البطيئة، في إطار اجتماعي واقعي، يعالج قضايا التحرش الجنسي دون اللجوء إلى ألفاظ مبتذلة أو مباشرة، بل عبر أسلوب أدبي رفيع يحفظ للغة قيمها، وللموضوع إنسانيته وكرامته.

ولا يسعني إلا أن أُعرب عن فخري بشجاعة الكاتبة، التي قدّمت عملًا أدبيًا يحمل رسالة توعوية وإنسانية سامية، يضيء الطريق نحو حماية الأطفال والنساء من الانتهاكات في مجتمع شرقي لا يزال يفتقر إلى الوعي الكافي.

وعلى الرغم من غياب الفواصل الزمنية الواضحة وعدم تحديد التواريخ بين الماضي والحاضر، مما تسبب في شيء من التشتّت لدى القارئ..

الرواية بمثابة وجبة أدبية دسمة، مكتوبة بحسّ فني عالٍ ومنظور سردي مختلف، تشبه عالم الفراشات التي تحلق حول شخصياتها المتنوعة. ورغم قلة الأحداث المحورية، إلا أن السرد الفصيح الرشيق يطغى على العمل، وينجح في إيصال رسالة واضحة حول أهمية حماية الأطفال من التحرش، ما يجعلها قراءة ضرورية لكل أمّ تسعى إلى حماية أبنائها حتى من أقرب الناس إليهم.

تُختتم الرواية بتحقيق العدالة لشروق، بفضل شجاعة نورين التي أنقذتها من مدير دار الرعاية، والذي حُكم عليه بالسجن خمسة عشر عامًا. آنذاك، تحرّرت الفراشات أخيرًا من قيد الخوف، وحلّقن نحو سماء الحرية...

❞ تحاورني الفراشات في منامي، لمَ أهملتها؟ ‫ منذ غيابي لم تعد تطير، هكذا أخبرتني ‫ فراشات لا تطير، أجنحتها ساكنة جامدة لا ترفرف ‫ أخافهم، أخاف ألوانهم الزاهية، أهرب من منامي ‫ يحدث في صباحات كثيرة… ‫ أن أفتح عينيَّ ❝

❞ يحدث كثيرًا في الحياة، أن ندرك مؤخرًا أن الضحايا يسقطون لمرات متتالية حين يرفضون الخروج من مناطقهم الآمنة، داخل دور الضحية. ❝

‏❞ يحدث في الحياة كثيرًا…

‫ أن نحسب أننا سنتعافى حين نتجاهل، ونتناسى.

‫ أن نحسب أننا سننجو حين نبعد ونتغافل.

‫ أن نحسب أن كوننا ضحايا ولسنا جناة يكفي لنظل على قيد الحياة. ❝

#أبجد

#يحدث_في_صباحات_كثيرة

#هدى_عبد_الحليم

Facebook Twitter Link .
1 يوافقون
اضف تعليق