بيت خالتي > مراجعات رواية بيت خالتي > مراجعة Sonia Hafez

بيت خالتي - أحمد خيري العمري
تحميل الكتاب

بيت خالتي

تأليف (تأليف) 4.7
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

"بيت خالتي"... ليست مجرد رواية، بل مرآة لجحيم صامت

قد تظنها حكاية عائلية حين تقرأ العنوان... "بيت خالتي".

عنوان يبدو بريئًا، دافئًا، يُذكّرك بأيام الطفولة، بأحاديث المطبخ وهمسات النساء.

لكن ما إن تفتح الصفحة الأولى، حتى تُدرك أن "بيت الخالة" في سوريا لا يشبه أي بيت... بل هو استعارة عن أقسى مصير يمكن أن يلقاه إنسان: المعتقل.

الكاتب العراقي أحمد خيري العمري لا يروي حكاية فحسب، بل يكشف الستار عن مأساة، أرادها التاريخ أن تبقى في الظل، فجاءت الرواية كشعلة في عتمة النسيان.

من خلال عيني "يزن"، الطبيب النفسي الرمادي، نكتشف عالمًا تقاطعت فيه الثورة مع الخذلان، والذاكرة مع الألم.

يزن ليس بطلًا ولا خصمًا… فقط شاهد، مثل كثيرين منا، صامتون لأن الصمت كان النجاة.

لكن موت أنس، ابن خالته، فجأة، وبالتزامن مع ذكرى الثورة، كان الشرارة.

فيحاول يزن أن يفكك خيوط الانتحار… ليقع في حب "نور"، ويغوص معها في فيلم وثائقي لا يوثق فقط قصص الناجين من السجون… بل يفتح أبواب جحيم لم نكن نجرؤ حتى على تسميته.

"بيت خالتي" ليس عن الثورة فقط، بل عن الإنسان حين يُكسر، حين يُغتصب حقه وكرامته، ثم يُجبر على العودة إلى حياة لم تعد تشبهه.

الرواية تغوص بعمق في علم النفس… بين الضحية والجلاد، بين الخوف والصمت، بين الحقيقة التي تُوجع والجهل الذي يُريح.

اللغة حادة أحيانًا، دافئة أحيانًا، لكنها دائمًا صادقة.

والأقسى من كل شيء؟ شهادات الناجيات… كـ"جوري"، التي خرجت من المعتقل بجسدها، لكن روحها تُركت هناك، تُجلد كل يوم بنظرات الناس وأحكامهم.

هذه ليست رواية تُقرأ للنسيان… بل للحفر في الذاكرة.

وثيقة مؤلمة، تضعنا أمام سؤال لا مهرب منه: كيف نجونا؟ ولماذا صمتنا؟

اقرأ "بيت خالتي" لتفهم ما لم يُقَل.

لتسمع صوت الذين خرجوا من الموت بأعجوبة… وليذكّرك كل سطر أن هناك من لم يخرج بعد.

#بيت_خالتي

#أحمد_خيري_العمري

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق