١٠٠٠ عام ولم يجدوا حل لهذا الفيروس؟
الفيروس الذي جعل لكل "فهلوي" وليس "فاهم" يتحدث عن العلاج له، تخرج الإعلامية وتقول إن أنسب حل لهذا الفيروس هو الشاي باللبن، من يحب الشاي باللبن؟، عن نفسي أفضل الشاي بالليمون فأنا لا أجيد حب اللبن بالأصل... وهذا ما يشابه رد الإعلامية المنافسة لها في نفس البرنامج الإذاعي لتلقي عليها اقتراح شرب الشاي بالليمون وليس باللبن.
والذي يقول أن العلاج عند العطار وهو من يعلم الوصفة والعلاج، فيحدثه العطار ويقول له، أعطني سر الوصفة ولن أبيعها بسعر باهظ على الناس!!
قرأت مرة واحدة رواية من تصنيف الأدب الساخر، وسبقها عدة كتب في الأدب الساخر، لحبي الشديد وقتها، وها أنذا أعود للأدب الساخر من جديد مع رواية "العلاج السري" الصادرة عن دار ريشة، والذي أعتبرها من دور النشر المتميزة في اختيارها للأعمال المقدمة للقراء وكثيرًا ما احتار في ماذا أقرأ لهم من الأعمال.
بإسلوب سردي ساخر وممتع، يخرج لنا الكاتب هذه الرواية، كتبت بأسلوب بسيط، ليس فيه ملل، بغض النظر عن البداية التي كانت غريبة نوعًا ما بالنسبة لي، ولكني كنت مثابرة وأنهيت الرواية وكنت مخطأة في البداية على الحكم من أول ٥ صفحات!
رأيت أن الحوار تغلب على السرد في بعض الأحيان، هذا لا يضايقني ولكن يمكن أن لا يعجب شخص آخر، ولكن كان لابد أن يكثر السرد، ولن يكن عثرة في بنية العمل.
أعجبتني كثيرًا فكرة أن الرواية لم تأخذ أكبر من حجمها في عدد الصفحات أو الأحداث الغير لائمة والغير مفيدة، رأيت أن كل حدث خدم العمل بشكل مختلف ولم يكن "حشو على الفاضي" ، ورؤية الكاتب في حجم الرواية هذه ممتازة.
سأحدثكم عن الذي تذوقته أو شعرت بأن الكاتب يريد إيصاله بعد قراءة الرواية، والذي سألخصه ثم سأبسطه بعد هذا الاقتباس من الرواية ❞ الإبداع ربما كان يستغرق الأيام والشهور في شتى القطاعات، وكان العلم يأخذ وقته كي يقدم للبشرية ما ينفعها لكن يبدو أن «الفهلوة» هي سمة هذا العصر، وفي ظل القلق والخوف من المجهول يتمسك الناس بأي شيء حتى ولو بدا يخالف العقل والمنطق. ❝، توصلت هنا ل "التريند" فهو ما يمشي وراءه الناس حتى لو خالف المنطق وحتى المبادئ الذي نشأ عليها المرء!
أتذكر سيدة كانت تقول، أن شباب هذا العصر يريد أن يجمع ماله وهو في البيت، بدون عرق جبينه، يكره العمل بجد، يحبذ "الفهلوة" وعدم اتباع شيء أدق صحة من هذه "الكروتة"، والأهم أن يجني مال أكثر من الذي يتعب ويشقى وهو في البيت، الكثير من الشباب يسعى لهذا الشيء، والكل أتباع لهذه الفئة سواء من الشباب أو من يكبرهم، هم لا يدركون أن من الطبيعي أن ليس كل من يقول شيء هو صادق فيه، إلا من نثق أنه بالفعل صادق ولا ينطق بالكذب.
تنشر عدة صفحات على منصات التواصل الاجتماعي الإشاعات بغرض البلبلة ولتهييج من هم ليسوا على دراية بالحقيقة، ولكن الكل هنا يصدق ولا يتفحص الحقيقة
حتى بعد العراك الذي نشد بين أبو وردة السكري والسفير الأمريكي.. تداولتها شبكات التواصل الاجتماعي وكل بيت مصري كان يعرف بهذا العراك، وبمناسبة التحدث عن السفير الأمريكي، لا أعلم ولكن وصل لي هذا الإحساس.. في تصوير الوزير والسفير الأمريكي بالخداع والذي يتطاول على أي شخص، ويريد أن يعرف سر وصفة "العلاج السري" بدون أي تعب أو مجهود من أعوانه، لأن حسب اعتقادهم فالعلاج بيد بنت من مصر!.. وهو ما يحدث في الواقع وليس الروايات.
❞ في زمن بات محكومًا بعدد الإعجابات والمتابعات.. تبقى اللقطة الفاصلة هي الاختبار في زيادة المتابعين أو قلتهم. ❝
الكل يدفع هنا لنشر الإشاعات بغرض أن الفيديو أو الخبر يكون أكثر مشاهدة وترينديج على شبكات التواصل الاجتماعي ويتداولها الصغير قبل الكبير.
نجد في الرواية الصراع والتشتت، كان هذا الصراع فيمن هو المحقق؟ هل الإعلام يقول الصدق أم أبو وردة السكري أم الوزير الأمريكي؟ كان الناس بين هؤلاء الطبقات لا يعرفون الصواب من الخطأ، هم أتباع ومنساقون فقط!
بالنسبة للنهاية، جاءت متوقعة في المضمون ولكن التخطيط والحبكة لها كانوا جيدين.
لكن النهاية بعيدًا عن نهاية الرواية نفسها كنهاية بعض الأشخاص، الحدث الذي أنهى به الكاتب ينوه على جزء جديد واسمه "ضحكني" 😂😂😂😂😂😂�
#مسابقة_ريفيوهات_العلاج_السري