كتاب رقم 34 سنة 2025
عدد الصفحات 508
قراءة الكترونة على تطبيق أبجد
---------------
رواية غربة الياسمين من الروايات العربية القليلة التي أبحث عن أسلوبها كثيراً لأن غالب الروايات ذات الطابع الرومانسي تكون مبتذلة جداً وقصتها مكررة كثيراً بالروايات الأخرى
لكن أن تجد رواية ذات طابع ديني بفكرة هامة جداً ودائبة الطرح في كثيرٍ من المناسبات وبهذه الحبكة والأفكار المترابطة القوية , هذا ما يجعلني أتجه دائماً للكتاب الناضجين فكرياًً وعقلياً لكي ينتجوا مثل هكذا روايات قوية .
ياسمين وعمر أم ياسمين وهيثم ؟
رنيم وعمر!
تدور الرواية حول هؤلاء الأربعة الذين التقو بمشاهد سينامائية قوية للغاية فكلُ منهم من بلدٍ مختلف عن الآخر ولا يوجد بينهم أي رابط مشترك يجعلهم يقفون أربعتهم في نفس خط السير الخاص بهم ليلتقوا في فرنسا ِ
الرواية عليها الكثير من المراجعات وتفصيل لأحداثها لكنني أود أن أكتب عن كل شخصية من هؤلاء الأربعة كأنني أتكلم مع صديقٍ لي
ياسمين , هل الإرهاب دائماً مرتبط بفتاة محجبة مسلمة متبعة لتعاليم الدين الإسلامي أم هو مرتبط بها في بلدٍ أجنبي كفرنسا مثلاًً ؟ إلى متى ستظل هذه النظرة للمسلين هكذا عند الغرب؟ هل من الضرورة اذا كان يوجد شخص مريض نفسياً قام بعمل إرهابي في بلدٍ أجنبي ينسب نفسه للدين الإسلامي كمبرر لفعلته الغير مببرة بالأصل في الدين الإسلامي والبحث في هذه المسألة يحتاج جلسات طويلة جداً لكبار علماء المسلمين لعدم تبريرها هكذا على هواء أي شخص يقول أنه مسلم فضلاً عن تبريرها , وأصلاًً هل معنى أن المسلسم المتشدد في دينه يجب أن يفعل هكذا شيء ليقول أمام الله أنه قام بواجبه تجاه دينه ؟
هذا الكلام ليس متجسد في شخصية ياسمين ولكنه كان من نظرات الناس في المجتمع الفرنسي لها
عمر, الدكتور عمر الرشيدي المسلم المتلزم الذي تم التهكم عليه وتوجيه الاتهام الغير مباشر له بأنه إرهابي لأنه فقط أطلق لحيته وقص شاربه , فأصبح المتهم الأول بكل عمل إرهابي يحصل في الدولة !
وبحكم أنه عربي ومسلم ملتزم كان لا يشارك زملاءه بالعمل في أنشطتهم الإجتماعية وهذا ما كون هذه الفكرة عنه بينهم أنه شخص متشدد جداً وهذا الذي سبب له ما سبب من مشكلات امتدت على أحداث الرواية , لكن السؤال هل كل شخص مسلم مضطر لأي سبب كان أن يترك بلده الأصلية ويسافر لبلاد الغرب للعمل أن ينظر له بهكذا نظرة ؟
أنا لم ولن أشك يوماً أن الإنسان عندما يعامل هكذا من المجتمعات الغربية الكافرة أن الدين الإسلامي خطاً وهم الصحيحين لأنه بقليل من التفكير يعرف الصح من الخطأ في هذا الموضوع لكن إلى متى سيظل النظر للمسلمين من الغرب على هذا الحال بسبب بعض المتطرفين الذي هو من الطبيعي ان يكون في كل مجتمع ودين وبلد أشخاصٌ هكذا ؟
ألا يوجد متطرفين من الغرب ضد المسلمين المسالمين اللذين يعيشون في بلاد الغرب , فلماذا لا يحصل العكس مع الغربيين اللذين يعيشون في بلاد المسلمين من هكذا مضايقات وقتل !
هذه المسائل أنا أجزم أننا سنموت ويموت الذين بعدنا وبعدهم ولن يتم إيجاد حل لها .
رنيم, خائبة وخاسرة من تثق بشخص لدرجة أنها تعطيه من أغلى ما تملك (ليس عذريتها) بل شيء لا يعوض البتة ويمكن أن يودي بحياتها أيضاً لكن أحياناً يصل الإنسان إلى درجة من الثقة الصادقة (تكون من طرفه عالأقل) أو الثقة العمياء تجعله يرمي نفسه في حفرة مليئة بالتماسيح وهو يعلم أنه هالك لا محاله لكنه يثق أن هذه الشخص سيقوم بإنقاذه , وميشال لم يقم بإنقاذ رنيم بالوقت المطلوب لكنها استقيظت على نفسها قبل فوات الأوان وتداركت ما كانت تفعل بعد أن خسرت هذا الشيء ولم تعد قادرة على إسترجاعه أبداً وميشال قام بتركها مباشرة بعد ما أخذه منها وحصل بينهما ما حصل في أحداث الرواية
هيثم, شخصية معقدة كثيراً رجل شرقي الجينات ولد بالغرب فهو في تصارع بين هويته الشرقية وتربيته الغربية
الرواية رائعة جداً 4/5