العودة إلى الرحم > مراجعات كتاب العودة إلى الرحم > مراجعة أميرة حسن سيد

العودة إلى الرحم - شيماء هشام سعد
تحميل الكتاب

العودة إلى الرحم

تأليف (تأليف) 4.3
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

«قرأتْ في رواية كاتبٍ تُحِبّ أن تقرأ له كفعلِ هروبٍ عندما لا يعجبها أن تظلّ حيث هي»

بهذا الاقتباس أستهلُّ حديثي عن رواية الكاتبةٍ التي أقرأ لها كفعل هروبٍ...

للدقة.. ربما أقول أنني أقرأ لها كفعل نجاةٍ.. أو كتمسُّكٍ بآخر طرفٍ في الحياة.. أو ربما عندما أخاف أن أظلّ حيث أنا!

تتعدد المسميات والأسباب، والحاصلُ أنني أقرأ لها عندما لا يعود بوسعي إسكات الأصوات في عقلي.. فأقرأ لأكثر كاتبةٍ تعيدُ الرضا إلى قلبي..

حقيقة أنّكَ مكتوبٌ في عملٍ ومُصاغٌ في كلماتٍ تغمرني بالأسى.. رُعب الانكشاف والصوت الذي يهمس لي: فُضِحنا يا بنت!

وشيءٌ آخر من السلوان والأُنس؛ والمواساة..

هناك شخص آخر في آخر بلاد الله يشاطرك الوجع ذاته، والشعور ذاته.. لكنّه أعلى منك بيانًا، وأقدرُ عنكَ إتيانًا.. فكتبَ وبكىٰ وأبكىٰ!

في كل مرة أقرأ للكاتبة أتساءل: كيف ستحكيني هذه المرة؟ كيف ستصوغني؟ كيف ستجعلني أغلق الكتاب وأنظر للفراغ برعبٍ؟

وربما.. ليس أفضل من قصص النساء أجدُ فيها نفسي..

هي ببساطة كاتبةٌ أعادت تعريف المنزل والمطبخ والدفء والعائلة والصُحبة في قلبي..

غمرتني بمعانٍ حلوةٍ تجاه كلٍ منهما.. وتسرّب حبها ورضاها إلى قلبي كأشعة شمسٍ دافئة..

فبِتُّ بنتًا لا تعرفُ من أيام الأسبوع إلا الصباحات التي تبدأها بوقوفٍ في المطبخ لإعداد إفطارٍ رائق، وجلي صحونٍ، وشرب كوبٍ من القهوة.. ثم مراقبة أشعة الشمس وهي تتخلل النافذة لتدخل المنزل فتنيرهُ بصبح الله..

تعلّمتُ منها وعلى يدها عادات الامتنان الصباحيّة التي تغمرني حين أصحو فأجد عندي غرفة خاصة أحفظُ وأحب كل ركنٍ فيها.. وعندي بُنٌّ وحليبٌ يمكنانني من صنع كوب قهوة في أي وقتٍ.. وعندي مطبخٌ أدخلهُ ولا أخرج منه إلا ورائحة الطعام الشهي تملأُ أركان المنزل..

وأظلّ أعددُ من النعم ما لا أُحصيه..

ثمّ.. وقبل النوم لا أنسىٰ تِعداد النعم التي عندي..

ولا أجد مرادفًا للرضا خيرٌ من كتاباتها!

هذه ليست (مراجعة) عن المجموعة القصصية...

في الحقيقة.. توقفتُ منذ مدةٍ عن محاولة كتابة مراجعة وافية لأعمالها التي تُعجزني وتظهر مدىٰ عِيي وفهاهتي..

فقط.. محاولة لوصف معنىٰ الأُنس بعملٍ والرغبة في البكاء في آنٍ واحد..

وطريقتي الساذجة للامتنان على نعمة وجود كاتبة تصيغني بهذه الدقة!

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق