**"دماء على السجادة الحمراء" – نهى داوود: جرحٌ تحت الأضواء**
ليست جريمةٌ عابرةٌ تلك التي ارتُكبت خلف كواليس المهرجان السينمائي، بل طعنة نافذة في قلب الوهج الزائف. تضعنا نهى داوود أمام مرآة تكشف - من خلال دماء المنتج المقتول - عن وحوش تتخفى وراء الابتسامات المصنوعة، وأحقاد تُدفن تحت السجادة الحمراء نفسها.
هنا، لا تبحث عن القاتل فحسب، بل عن الشرّ المتربص في كل زاوية مضيئة. كل شخصية - من نجم متعطش للشهرة إلى مخرج يحمل ضغينة قديمة - تُمسك بطرف الخيط، لكنك لن تعرف أيها سيسحب النسيج كله حتى اللحظة الأخيرة. الكاتبة تلعب بك ببراعة: تمنحك الأدلة ثم تشككك فيها، تُضيء على شخصية ثم تُظلمها فجأة.
اللغة سلسة كحوارات الأفلام، لكنها حادة كسكين الجريمة. تُحلق بك بين الأضواء الساطعة ودهاليز الفن المظلمة، حيث تسمع همسات التهديدات تحت أنغام الموسيقى، وترى نظرات القتل خلف نظارات الشمس الفاخرة. غاب وصف الطعام الذي اعتدناه من داوود، لكنّ الجرعة النفسية المشبعة بالشك والرغبات المكبوتة عوّضت ذلك بجدارة.
الرواية ليست "مَن فعلها؟" تقليدية، بل "لماذا فعلها؟" عميقة. كل ضحية محتملة قد يكون جلاداً، وكل شاهد قد يكون متآمراً. حتى القاتل - عندما يُكشف - لن تعرف هل تستحق إدانته أم تعاطفك.
في النهاية، هذه الرواية أشبه بفيلم يُعرض في عقلك: مشاهد من التوتر البارد، وحوارات مزدوجة المعنى، ولقطة أخيرة تتركك في صدمة صامتة... ثم تبدأ في إعادة ربط الخيوط من جديد.
اقرأها كمن يقلب أوراق تحقيق جنائي، لكن تذكّر: بعض الحقائق لا تُكتشف، بل تُختَبر. 🎭🔪
#_من_قلب_الرواية