أربطة > مراجعات رواية أربطة > مراجعة صفية الجفري

أربطة - دومينيكو ستارنونه, أماني فوزي حبشي
أبلغوني عند توفره

أربطة

تأليف (تأليف) (ترجمة) 3.9
أبلغوني عند توفره
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

هذا الغوص في النفس الإنسانية الذي تفعله هذه الرواية مهم جدا.

‏شعرت بالغضب والوجع بعد انتهائها، غضب ووجع من كل هذا "التمزق" الإنساني الذي يرتبط أصحابه بروابط متينة من الاحتياجات الأنانية ، لاشيء من الطيبة الأصيلة في الرواية، حتى ما يبديه الزوج لزوجته من مراعاة في شيخوختهما فذلك لأنه ببساطة يحتاج إلى وجودها ويخاف من الوحدة في عمر ضعفت فيه قوّته.

‏السرد منساب في الرواية، كنت أقرأ بفضول لأعرف كيف يفكر كل فرد من أفراد العائلة، كنت أيضا أتلمّس أن أشعر بطيية ما أو بعض " حب" في تصرفاتهم مع بعضهم، لكن كان الحب عارضا أو مرتبكا مشوّها .

‏عندما قرأت كلام الزوجة عن زوجها كرهته جدا، كرهت أكثر كونه يؤذيها بتعال يستجلب فيه مواقف معرفية تحتقر كل ما تؤمن به الزوجة من قيم الزواج والعائلة.أقسى من الأذى هو شرعنة هذا الأذى ، الزوج لم يكن خائنا فحسب لكنه كان يتصرف مع الزوجة باحتقار وتكبّر يشعرها بجهلها وقصورها عن فهم فلسفته المنعتقة من بلادة القيم القديمة.

‏نجح الزوج في أن تشعر الزوجة بالدونية ، وهذا شعور إدا تمكّن من الإنسان أخرج أسوأ ما فيه، وقد كان.

‏عندما تحدّث الزوج ، حاولت أن أتلمّس في كلامه ما يجعلني أعذره ولو بعض عذر، لكنه كان خسيسا في كل أحواله ، حتى ما يبدو طيبة منه أو تغييرا للأفضل يكون دافعه خسيسا ، خوف مبهم ، حنين مبهم، أو حتى حب مبهم، مع حرص أكيد على ألا يخسر ، وكل ذلك بعيد عن أي معنى طيب حقيقي.

‏لكني كرهت الزوجة أيضا، كرهت أن كل" العمل" الذي ادعت أنها بذلته لأجل نفسها والارتقاء بها لم يكن إلا ترسيخا لرغبتها في السيطرة والتحكم التي عصفت بها خيانة زوجها وخساساته.

‏لم تكن تسعى لإصلاح نفسها وإنما كانت تسعى لأمر يتعلق بصورتها الظاهرية، وبتعزيز قدرتها على السيطرة على من حولها.

‏ونتاج هذين الأبوين ولدين محطمين من الداخل، يتصرفان بأنانية تشبه السلوك الوحيد الأصيل الذي عرفاه من والديهما.

‏أظن أن أهم فكرة وصلتني من الرواية هي أن القيم الاجتماعية السائدة إن كانت قيما مشوهة او فاسدة او مرتبكة فإنها تصب في التشوهات النفسية للأفراد، وتعمقها، وتزيد تشوش رؤيتهم وفساد سلوكهم مع شرعنة كل ذلك ، كما شرعن الزوج الخيانة وكما شرعنت الزوجة طريقتها في التحكم في الاخرين.

‏كل المشاعر الطيبة منغمرة في أنانية عمياء...

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق