ميازما
الكاتب :هيثم موسى
التصنيف :أدب الأوبئة القوطية
عدد الصفحات : 355 على أبجد
التقييم :🌟🌟🌟🌟🌟
مرحباًبك أيها الموت الآتي لتريح عقلي من شدة الجنون، وتعتق نفسي من قسوة الخُذلان، ها أنا جالس بين الجدران الأربعة، فاردًا ذراعيّ في شوق لاستقبالك، فلا تتمهل في المجيء، فقد كنت أنت دومًا من أخشى قدومه، وبِتُ الآن لا أستطيع الانتظار شوقاً لرؤيتك."
رائحة الموت تنتشر في كل مكان، الجثث تملأ الشوارع والبيوت، الجرذان ترتع فوق الأجساد المنتفخة تتخذ منها وليمة دسمة... مدينة مرسيليا التي انتشر فيها الطاعون الأسود كسرعة انتشار النار في الهشيم فبات الفقراء في المدينة السفلية في تناقص مستمر يحصد الموت أرواحهم بلا هوادة، بينما الطبقة الحاكمة والأغنياء يحصنون أنفسهم في المدينة العلوية غير عابئين بأرواح العامة التي تزهق همهم الوحيد هو البقاء آمنين في قصورهم متنعمين بملذات الحياة بينما العامة ينظفون فضلاتهم.
برع الكاتب في بناء الشخصيات والوصف الدقيق للأماكن والحارات ولكل تفصيلة حتى كأننا رأينا وسمعنا مناجاتهم وتأوهاتهم والحسرة التي غلفت قلوبهم وياليت الكاتب غفل عن الوصف الدقيق لبعض التفاصيل😂لأننا عانينا الكثير😅
تلك الحقبة ساد الجهل في أوروبا وكثرت الخرافات على الصعيد الطبي حيث استخدم البول للعلاج من المرض كما انتشرت بعض الطوائف المتشددة التي تستخدم اللطم لتكفير الذنوب ومحاسبة الناس بدل تركهم للخالق.
أحببت بعض الشخصيات وكرهت الأخرى وتعاطفت مع غيرها
دارتان الوفي الذي أفنى جسده وعمره في حماية العائلة الحاكمة وظل بإعاقة تذكره بعجزه ومع ذلك بقي لآخر لحظة في خدمتهم إلى أن زالت الغشاوة عن عينيه ورأى حقائق الأمور عندما تعلق الأمر بابنته عندها فقط لن يخمد لهيب قلبه سوى الانتقام.
ميليسيا الزوجة والأم المتعبدة التي نحّت عاطفتها جانباً وعملت جاهدةً على حماية أسرتها من غضب الرب فسارت كالمغيّبة خلف من يظنون أن يطهروا العباد من آثامهم.
ماريا تلك الفتاة الطيبة التي كان والدها فارسها وجرذها ودميتها كل عالمها.
جوستاف ذو الفك الحديدي ،والأمير ديكارت كانا بؤرة الشر في الرواية ،مثال للتسلط والتكبّر والغرور طال أذاهما الجميع .
جوشوا، وآمبر صاحبا القلب الطيب والروح البريئة والملاكين في الأرض ،لكن شرور الناس لن تتركهما وشأنهما، فدائماً الأبرياء يدفعون فاتورة الأشرار.
دانيال الشاب الحالم الذي قضى عمره يدندن على قيثارته ويتغنى بأشعاره مدحاً للسلطة الحاكمة آملاً أن يحظى بعلو شأنه استفاق أخيراً بعد أن فُجع بوالده فتحول للنقيض تماماً .
تعاطفت مع فلورا وماتعرضت له، قطّع قلبي ما عاناه أكبر من حسرة وقلة حيلة أمام ابنته، أحببت شخصية ميديا الطاهية والحمد لله لم أتذوق أطباقها😅لكنها أراحت صدري بما فعلته بهم 😂
برع الكاتب في رسم جميع الشخصيات الرئيسية والثانوية كما أبدع في السرد والحوار بلغة فصحى قوية ممتازة أسرتني من أول الرواية لآخرها
الاسم كالعادة غريب ومبدع في اختيار الأسماء دائماً لأنها لاتأتي من عبث بل من صميم الرواية.
الغلاف أكثر من رائع بديع في ألوانه ورسوماته تحية للفنان الذي صممه .
اقتباسات أعجبتني:
مرحباً بك أيها الموت الآتي لتريح عقلي من شدة الجنون، وتعتق نفسي من قسوة الخُذلان، ها أنا جالس بين الجدران الأربعة، فاردًا ذراعيّ في شوق لاستقبالك، فلا تتمهل في المجيء، فقد كنت أنت دومًا من أخشى قدومه، وبِتُ الآن لا أستطيع الانتظار شوقاً لرؤيتك.
❞ آثار جروح النفس تسيطر على العقل وتؤرقه، فلا تهنأ النفس إلا بالحصول على انتقامها.. ❝
❞ إن شوق اللقاء، يُمكن أن يغشي الأعين عن أي أحد سوى من يبتغي المرء رؤيته.. ❝
❞ القسوة.. تلك الحمى التي تصيب النفوس وتلوّث العقول فتتحجر القلوب، فلا يعرف الإنسان بعد الخوف سوى ذلك الشعور، الذي يعتقد أنه فعلة مبررة تحميه من أي شرور قادمة.. لا يبغي معرفتها أو مواجهتها. ❝
❞ ليعرفوا أن الكل سواسية أمام عدالة الأرض، وأن الانتقام سيطال نفوسهم، مهما علت بهم القصور. ❝
هذه قراءتي الأولى للكاتب ولن تكون الأخيرة طبعاً كل التوفيق لكاتبنا المبدع هيثم موسى وبالتألق الدائم يارب 🌹🌹
#ميازما
#نجم_الأسبوع
#هيثم_موسى
#تحدي_مايو
#قراءات_صيفية_مع_أبجد_وفنجان_قهوة
#فنجان_قهوة_وكتاب