1️⃣ الموضوع : قراءة نقدية
2️⃣ العمل : رواية " صالون غريب "
3️⃣ التصنيف : رعب دموي ونفسي
4️⃣ الكاتب : Yehia Safwat - يحيى صفوت
5️⃣ الصفحات : 270 Abjjad | أبجد
6️⃣ سنة النشر : 2025 م
7️⃣ الناشر : Kayan Publishing.كيان للنشر
8️⃣ التقييم : ⭐⭐⭐⭐ ⭐
ـ تطيب النفس إن تقرأ ، لأن السر في الأدب ، ويسري في دواخلها ، جمال إن بدا السبب ، وحين يقرأ المريد ، للكاتب الفريد ، الموهوب بالفطرة ، فيولي قلبه شطره ، يقدم الدواء من قلب الداء ، ويطير بك إلى عنان السماء ، ويقذف بك في محيط المتعة فيبهرك ، ويسقيك من خمر البيان فيسكرك ،
فتجد .......
أنَّ الكتــــابةَ بـئرٌ يمتلئُ مـــــدَدًا
تَنهَلُهُ روحي فما تَشـــبَع وما نفدا
وتَطيرُ في فَلَكٍ لا كـونَ يَحصُرُها
لا عين تُبصِـرُها، لا يُحصـها عددا
ـ في حضرة قلم ذهبي ، ذاع صيته في قلب الرياض ، أمتع وأشبع وأبدع وأفاض ، من "جنينة المحروقي" إلى "بر الضيف" ، إبداع بلا خوف ، وحق بلا زيف ، يصول ويجول ويطوف في البلاد ، بــ"دفتر ناعوت" يستخرج "ما أخفاه الرماد" ، حتى وصل بالأمس القريب ، وأتحف عقولنا "بصالون غريب"
ـ حين تُكتب الرواية من عقل كبير ، وبفكر خطير ، فإن الأمر يكون مغايراً ومحيراً ، مغايراً عمن سواه ، محيراً فيما احتواه ، فلا تستطيع أن تقف على كنهه ولا نوعه .. تارةً تراها تدور بين الفلسفة العميقة ، وتارةً بين الرعب الدموي ، ثم الرعب النفسي ، ثم الرعب الماورائي ..
ـ تصول وتجول في القصة مضطربًا بعد هدوء ، فارَّاً بعد لجوء ، وخائفًا بعد أمان ، لا يتحمله الوجدان .. مطمئنًا بعد جنون ، مشتتاً بعد سكون .. تقرأ رواية شديدة التضاد ، فبينما هي تستوجب القراءة المتأنية ؛ حتى يصلك ما فيها ، أوحتى تعيها ، تجد نفسك تَلتهم الصفحات التهامًا ؛ من شدة التشويق والإثارة والهلع الذي بثه الكاتب في كل كلمة ووصف وشخصية وقصة في العمل .."صالون غريب" مثال واقعي لكل ما ذكرناه
▪️ملخص القصة:
تبدأ القصة مع مهندس الإتصالات "فتحي" ، وحيد بلا أب ولا أم ولا عائلة ، يحب فتاة قوية الشخصية وبطلة رياضية اسمها "زينة" ، ابنة الدكتور "سراج" الجراح العالمي ، ذي النسب العريق ، تلك الشخصية الفذة التي يتحاشاها بطل قصتنا..
.. يعمل فتحي على بعض المشروعات في توصيل الطاقة بين أبراج الإتصالات ، ويقع في فخ أسطورة نسجها البدو الذين كانوا يقيمون في مقر عمله قبله ، ومفادها « ألا يسير الإنسان في الشارع سبع مرات متتالية وإلا سيجد ما لا يسره » ..
العمل وضيق الوقت في يوم خطوبته أجبراه على هذا الفضول الذي دفع البشرية سابقًا إلى الهلاك ، فدفع بطلنا إلى إهلاك نفسه..فظهر له من العدم هذا الصالون الغريب ، ولما دخله وتأمل محتوياته انبهر ، فلما رأى صاحبه المدعو "غريب" ، بدأت قصة النهاية لهذا البطل ..
..يروي حلاق الصحة "غريب" لهذا المهندس سبع قصص من أعجب ما يكون ، ومن أرعب ما يكون ، ومن أشنع ما يكون ، ومن أفظع ما يكون .. وليست هذه هي المصيبة ، وإنما الطامة ، أن هذه القصص تتحقق مع البطل في حياته الواقعية.
ـ من القصة الثانية تبدأ الحكاية ، وتتضح لحكمة في النهاية ، عن بنت اسمها "نجية" ، تزوجت دون علم أهلها ، فأصابها مرض إثر عضة من حنش ، ذهب هذا الحلاق كي يداويها فوجد العجب.
ـ الثانية للمحامية "هند" التي لا تُنجب، ولكنها تهتدي إلى حل يُشيب الرؤوس في مقابر الصعيد يجعلها تُنجب.
ـ الثالثة، وهي من أروع القصص وأشدها ثقلًا على القارئ وعلى النفس ، قصة "المنسيين" في العنبر ( د ) الخفي تحت الأرض ، لم تخرج من عقلي ولا من مخيلتي أبدًا حتى الآن.
ـ ثم قصة الغجر وما حدث هناك مع والد غريب ، ثم قصة السجينة الغريبة التي تُشيب منها رؤوس الولدان ، ثم قصة فتحي وزينة أنفسهما التي غيّرت مجرى الحديث تمامًا .. ثم نفاجئ مع القصة الأولى ، والتي تنتهي عندها الرواية بجزئها الأول ، على أن يتم إيضاح ما بقي وما أُبهم في الجزء الثاني.
▪️جانب من التحليل النقدي:
في البداية ، هذه الرواية لو تتبعتها بالتحليل النقدي تتبعًا دقيقًا وبسطت فيها القول ، لن تكفيني مراجعة واحدة ، ولهذا سأختصر جدًا:
ـ العنوان: ذلك العنوان الساحر الذي يثير فضول كل من تقع عليه عيناه ، أو تسمعه أذناه ، نجح نجاحًا كاملًا وتامًا في عرض فحوى العمل من خلاله ، وفي فهم القصة من ظلاله ، لأنها تدور أولًا وآخرًا فيه وبه ومنه وإليه.
ـ الغلاف: وإن كان كثير العناصر ومتعددها ، فإنه واقعي تمامًا ، يقف بالحياد ، ويعرض المراد ، ويصور مضمون العمل ويجعل القارئ يفهم من التدقيق فيه ، وإن كنت لا أرجح هذه البهرجة وهذه الألوان في الأغلفة ، فإن الغرض من ذلك مقبول.
ـ اللغة: كانت العنصر الأشد براعة مع التشويق والإثارة والحبكة .. اللغة العربية الفصحى المطعمة بالعامية القوية التي تحكم المعنى كاملًا بلا ذرة خلل ولا ذرة ملل ، ورغم ذلك فهي مليئة بالأخطاء الإملائية والنحوية ...
ـ السرد والحوار : المشبع في عرض التفاصيل والوصف وتصوير المشاهد بصورة استثنائية تضع القارئ في وضع المعاين لهذه الأحداث ، فتتلبسه المخاوف كما لو كان مع الأبطال في ذهابهم وإيابهم وكل أحوالهم .. حتى الحوار ، رغم قلته وبساطته، كان مناسبًا تمامًا وجيدًا جدًا.
ـ الحبكة: حبكة استثنائية لهذا العمل ، حبكة فنان رسم العمل كاملًا في مخيلته ، على لوحة غامضة ، فتراءت له نقاط القوة فأكدها ، ونقاط الضعف فأبعدها ، فخرجت لنا محكمة إيماء إحكام .. وإن كانت بعض القصص تخرج عن مستوى الإدراك العقلي ، فإن العمل بالطبيعة لا يمت للواقعية بصلة ، فهو مزيج بين الخيال والواقعية والنفسية والرعب والفلسفة.
ـ العرض التشويقي: العرض الذي أربكني منذ أول لحظة إلى آخر لحظة في هذا العمل ، العرض الذي جعلني أفكر في الرواية وأنا آكل وأشرب ، قريب منها وبعيد عنها ، حاولت أن أنتهي منها مرة ، وحاولت ألا أنتهي منها مرات وذلك في آن واحد .. تشويق ما رأيته منذ زمن ، إثارة ما عُرضت عليّ منذ زمن ، رعب مكتمل الأركان ، قوي البنيان ، سريع الإيقاع ، متمم الإشباع .
▪️ اقتباسات:
ـ ❞ فلا قيمة لجذع الشجرة بدون أفرع وأوراق، مهما قَوِيَ عودها وامتد جذرها، الثمار هو ما يهم ❝
ـ ❞ هناك لحظات في حياة الفرد منا ندرك تمامًا أن أيًّا كان ما سيحدث بعدها سيكون أكثر هولًا من كل ما سبق، رغم استحالة هذا في نظرك. ❝
ـ ❞ من مميزات أن تمضي حياتك وحيدًا أنك تعلم كل تفصيلة في بيتك، عدد الأشياء وأنواعها، ترتيب الوسائد والملابس، أماكن الأطباق والأدوات، فلن يسعفك أحد إن تاه منك شيء. ❝
#أبجد
#صالون_غريب
#يحيـــى_صفــــوت
#مراجعات_محمـود_توغان