"سيرك"لنور خليفة حيث القصيدة تمشي على الحبل، تتأرجح بين الحب والهلع، وتصفّق لها الذاكرة
في هذه المجموعة، لا تكتب نور خليفة قصائدها بمداد الحبر، بل بشظايا الخوف، بارتعاشة الأصابع حين تمسك بسكين الذاكرة. "سيرك" ليس عنوانًا عابرًا، بل هو استعارة لعالم داخلي فوضوي، حيث تتداخل الحواس، وتختلط الضحكة بالبكاء، وتكون الحياة كما لو أنها عرضٌ مستمرّ لحيوات تتهاوى خلف الأقنعة.
القصائد هنا لا تتجمّل، بل تتعرّى. تقول: "سيّدي البحر! ابتلعني"، وكأنها تلقي بنفسها على صدر العالم، لا لتنجو، بل لتشهد غرقها بشرف الشاعر. في هذا العمل، تغزل نور خليفة وجعها بخيوطٍ من المسرحة، لتجعل من النصّ خشبة عرض، ومن القارئ متفرجًا مأخوذًا، يصفّق في نهاية المشهد ولا يدري: هل كان العرض حزنًا أم خلاصًا؟
"سيرك" عمل شعريّ نادر، لا يهمس، بل يصرخ. لا يواسي، بل يوقظ. وهي مجموعة تجعل من الشعر تمرينًا على التوازن فوق حبل الحياة، دون شبكة أمان.