ذبابة زرقاء > مراجعات رواية ذبابة زرقاء > مراجعة Mahmoud Toghan

ذبابة زرقاء - نهى داود
تحميل الكتاب

ذبابة زرقاء

تأليف (تأليف) 4.2
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

1️⃣ الموضوع : قراءة نقدية

2️⃣ العمل : رواية " ذبابة زرقاء"

3️⃣ التصنيف : بوليسية ـ جريمة

4️⃣ الكاتبة : Noha Daoud

5️⃣ الصفحات : 332 Abjjad | أبجد

6️⃣ سنة النشر : 2025 م

7️⃣ الناشر : الدار المصرية اللبنانية

8️⃣ التقييم : ⭐⭐⭐⭐

▪️في حضنِ سيناءَ الغاليةِ ، حيث تعانقُ الجبالُ بشموخِها ، زرقةَ البحرِ بصفائِها ، تنام "دهب" كعروسٍ بدويةٍ ، شامخة أبية ، تتزيَّنُ بوشاحٍ يتلألأُ بالذهبِ ، على مسماها وهب ، ويُطرَّزُ بالياقوتِ والمرجان ، لم يطمثها إنس من قبل ولا جآن ، وتهمسُ بأسرارِها الدفينة ، لكلِّ من يقتربُ من شواطئِها الأمينة .

ـ قطعة من الجَنة ، وفي كنفها الجُنة ، على أرض الفيروز بجنوب سيناء ، حيث الرقة والبهاء ، محط أنظار السياح ، ومركز الحب والأفراح ، لكل محبي الفن ، وعليهم ذات مَن ، العشق في حضرتها ، والسحر في روعتها ، والجمال في موقعها يصول ، والطبيعة في مسرحها تجول .

ـ مدينةٌ آمنةٌ ، رقيقة ساحرة ، تجذبُ العقولَ والقلوبَ والأرواحَ والأبدانَ ، مطمئنَّةً يأتيها رزقُها رغدًا من كلِّ مكانٍ .. ظلَّت كذلك... حتى تسلَّلت إليها خيالاتُ "نهى داوود" ، فأحالت هذا الهدوءَ إلى ضوضاء ، وهذا الأمنَ إلى جحيمٍ مُروِّعٍ .

▪️في روايتِها الرائعة "ذُبابةٌ زرقاء" الصادرة عن الدار المصرية اللبنانية ، عام 2025 .. تنقلنا الكاتبةُ إلى أجواءِ المدينةِ الساحرة ، فنعيشُ في هذه الأجواءِ كمن يعاين ، ونشمُّ عبقَ الجمالِ والسحرِ ، ولكنْ ... في حضرةِ الجريمةِ ، يخفتُ ضوءُ كلِّ جمالٍ.

ـ تختفي سائحةٌ أمريكيةٌ تُدعى "إيما"، صديقةٌ للصحفية وباحثة علم النفس "ندى"، حبيبةُ المقدَّم "عصام"، رئيسُ مباحثِ المدينةِ .. تتقدَّم "ندى" ببلاغِ اختفاءِ صديقتِها ، فتنقلب أجواءُ المدينةِ من هذه اللحظةِ ، ويبدأ التفتيشُ في هذه القصةِ ، لتظهرَ لنا اختفاءاتٌ عديدةٌ لنساءٍ يجمعهنَّ الشغفُ، والحياةُ، والعملُ، ونزل "أندريه" ..

ذلك الرجلُ الذي استوطنَ المدينةَ منذُ مدةٍ، وتزوَّج من الإيطاليةِ "كاترينا"، تلك الطاهيةِ البارعةِ التي كان يهيمُ "عصام" بأكلِها، والتي اختفتْ أيضاً ابنتُها "روز" في جوٍّ غامضٍ.

ـ أصابعُ الاتهامِ تشيرُ إلى كثيرٍ من السياح والعاملين ، وخاصةً المتردِّدين على نزلِ "أندريه" ومطعمِ "كاترينا" كـــ

د.سعيد ، د. حماده ، زيكاس ، جاسر ، دياب وغيرهم .. تتعدد صفاتُ المجرمين، وتنطبقُ على كثيرٍ من المشتبهِ بهم، وبهذا تجعلُنا الكاتبةُ نشكُّ في كلِّ واحدٍ منهم، وتُقيمُ الأدلةَ على أنه الجاني والسفَّاحُ الذي يقتلُ النساءَ، ثم، وفي لحظةٍ، تُخرِجُه كالشعرةِ من العجين!

▪️وهكذا، مع وتيرةٍ تشويقيةٍ بالغةٍ ، وحبكةٍ استثنائيةٍ رائعةٍ ، تسيرُ الروايةُ في خطٍّ متوازنٍ من البدايةِ للنهايةِ الفائقةِ ، جمعتِ الكاتبةُ ببراعةٍ بين الجريمةِ ، والرومانسيةِ الاجتماعيةِ ، والمرضِ النفسيِّ ، الاكتئاب، الوسواس القهري ..

ـ الجريمةُ من حيثُ كونِها جريمةً وأركانها وعواملها ، والدوافعُ التي تدفعُ الإنسانَ إلى ارتكابِ الجريمةِ ، وأعمالُ العقلِ في التحري ، والتدقيق ، والبحث .. بل إن الرواية لا تقف فقط عن حد الجريمة ، بل عن هشاشة النفس البشرية ، وعن التوق إلى الحبّ ، والثقة ، وعن الذاكرة التي تئن تحت وطأة الغياب..

ـ تمزج "نهى داوود" بين الحبكة البوليسية المحكمة والرومانسية الاجتماعية والموت النفسي الذي يسبق الجريمة أحيانًا، فكل شخصية تحمل سرًّا ، وكل جريمة تخفي وراءها جرحًا أحد من حافة السكين.

ـ وقد قلتُ سابقًا إنَّ أصعبَ نوعٍ أدبيٍّ هو ذلك الذي تقومُ فكرته وقصته على العقلِ والخيالِ ، تمامًا مثل الروايةِ البوليسيةِ ، فلا تعتمدُ على مراجعَ ، مثلًا ، ولا تتكئُ على قصصٍ معهودةٍ سلفًا ، ولكنْ هو الخيالُ والعقلُ وفقط ، الذي يحيكُ القصةَ من أولِها إلى منتهاها ، بما يُدهِشُ قلبَك ، ويجذبُ لبَّك.

ـ كلُّ ذلك تمَّ بلغةٍ عربيةٍ فُصحى، سلسةٍ، بسيطةٍ، لا هي معقَّدةٌ، ولا هي مشتَّتةٌ، تتناسبُ مع طبيعةِ ونوعِ العمل، وجمهورِ القرَّاء من كافَّةِ الأطياف..

كلَّلَتْ هذه الجهودُ اللغويةُ ، والحصيلة الفكرية ، والمتاهات العقلية ، بحبكةٍ رائعةٍ لا تتركُ مجالًا لمتنفَّسِ خللٍ فيها ، فأحاطتْها بسورٍ من حديدٍ قويٍّ شديدٍ ، يصلُ بك إلى أعلى مراتبِ التركيزِ والتشويقِ.

#أبجد

#ذبابة_زرقاء

#نهــــى_داوود

#مراجعات_محمود_توغان

Facebook Twitter Link .
2 يوافقون
اضف تعليق