❞ هناك مسافة لا يمكن قياسها بالكيلومترات، ولا حتى بالسنوات الضوئية؛ هي المسافة التي يسببها التغير. ❝
هل هي حقًا عن الخيانة، أم عن هشاشة تبريرات الخيانة؟ حاول ألدو كثيرًا أن يقنع نفسه ويقنعنا بمسوغاته الزائفة، لكنه بينما يفعل ذلك، ظهرت العواقب الحقيقية لفعلته الدنيئة في عائلته، التي عانت من هروبه الدائم من المواجهة بسبب ضعفه وعدم نضوجه العاطفي. فهو ما زال ذلك الطفل في بيت أبيه، وفاندا هي الأم البديلة التي اختارها لتكمل واجبات الأمومة التي فقدها في وقت ما في حياته.
❞ ماتت أمك التي كانت تسندك، ونظرًا إلى أنني كنتُ موجودة بصفتي خطيبتك، تزوجتني. أنجبتَ طفلين، ولكن فقط لأنك، نظرًا إلى أنك زوج، بدا لك من الضروري أيضًا أن تكون أبًا، إذ هذا ما يفعله الجميع. ❝
في الرواية ثلاثة كتب: الأول يتكون من رسائل بعثتها فاندا إلى ألدو بعد أن هجرها، مليئة بالغضب والألم وخيبة الأمل من فعلته. والثاني من منظور الزوج، يروي قصته وتبريراته الهشة لفعلته الدنيئة، وهو أطول جزء في الرواية. أما الثالث، فكان يعرض الأثر المدمر لتصرفات الأب على أبنائه وحياتهم النفسية والعاطفية. ومع ذلك، كان هذا الفصل بنظري هو الأضعف؛ إذ لم يكن عميقًا بالقدر الذي يستحقه موضوع الخيانة والهجر، بل بدا سطحيًا وضعيفًا.
لم يكن لعودة ألدو إلى أسرته إلا سبب واحد في نظري، وهو خوفه من أن يشيخ وحيدًا. لم تكن عودة حقيقية بعد اعتراف بالذنب أو محاولة للإصلاح، فقد استمر في الخيانة بعد ذلك، لكنه فقط لم يخبر فاندا، وهي تتصرف معه بطريقة تجعله يشعر بالذنب دائمًا، وكأنها تعاقبه طوال الوقت. وأكاد أجزم أنه لو كان متزوجًا بليديا في البداية، لكان خانها مع فاندا.
❞ عندما تركتني، تألمتُ بالأخص لما ضحيتُ به، من ذاتي، بلا جدوى. وعندما قبِلتك من جديد في المنزل، فعلتُ ذلك لأستعيد ما أخذتَه مني. ❝
كرهتُ الشخصيات كثيرًا، لكنني أحببت في الرواية إظهار هشاشة تبريرات الخائنين وضعفها.
هل كان ألدو يمكن أن يصبح شخصا مختلفًا؟
هل لو حصل على صدمة مبكرة، أو لو كانت فاندا أكثر وعيَّا, كان يمكن أن يتغير؟
أم أن بعض الناس لا يتغيرون أبدًا، لأنهم لا يرون المشكلة إلا بعد فوات الأوان؟
قرأتها مع نادي مستنار