رقم مائة وثلاث وعشرون /2024
سمر قند
أمين معلوف
تطبيق أبجد
أنا دومًا والنفسُ في حربِ آلا مي وحزني الدفين من أعمال
هَبْك كُنْتَ الكريمَ عَفْوًا، فَهَمِّي - بحيائي مما رأيتَ حيالي
تبدأ تفاصيل هذه الرواية من هذه البدايات التي كانت مع إصرار صاحبها على تقصي سيرة عمر الخيام باعثاً أتاح له الحصول على هذه المخطوطة التي من ثناياها نسج أمين معلوف نسجاً روائياً خلاباً من خيال، حلق في أجواء المخطوطة التاريخية ليلقي على الأحداث في تلك الآونة الزمنية التي أرخ لها عمر الخيام، والتي تناقلها القيمون على المكتبة في (الموت) أباً عن جد والتي من خلالها تسنى لنا معرفة أثر الخيام بعد موته فيما نال الحشاشين من تحول... وتسنى التعرف على "رباعيات الخيام" بعد أن غدا مستحيلاً في غياب المخطوط حيث اختلطت مئات الرباعيّات المنحولة و"رباعيات الخيام".
تلك سمرقند التي ارتحلت مع بنجامين ع.لوساج في مخطوط انتزعه من مسقط رأسه آسيا، وأبحرت في أمتعته على متن التيتانيك... في رحلته الأبدية... لتغرق في حضن الزمان... وتكون حاضرة بعد حين بسطورها بين يدي خيال مترع ألبسها حللاً فغدت سمرقند الخيام حاضرة في الأذهان... وبعد... رباعيات الخيام على التيتانيك" زهرة الشرق تحملها زهيرة الغرب... ليتك ترى يا خيام اللحظة الحلوة التي كتب لنا أن نحياه.
إننا في نهاية القرن الحادي عشر، وبالتحديد في السادس من أيلول (سبتمبر) 1090م. إن حسن الصبّاح، مؤسس فرقة الحشّاشين العبقري، على أهبة الاستيلاء على القلعة التي سوف تكون خلال مئة وستة وستين عاماً مقراً لأخطر طائفة عرفها التاريخ. والحقّ أنه أمامنا متربّعاً قُبالة الحاكم وهو يردّد على مِسْمَعَيْهِ من غير أن يرفع صوته: جئت أستولي على الموت.
الرواية تاريخية سلطت الضوء ولو ظاهريا على عمر الخيام ومدينة سمر قند التي سميت الرواية باسمها فنحن في الأعوام 1037 ميلادية حيث الحاكم نظام الملك وحسن الصباح قائد الفرقة الإسماعيلية او فرقة الحشاشون إضافة الى أصفهان.
الشخصيات المحورية ويوجد شخصيات كثيرة ثانوية أهمها حبيبة الخيام وست الملك وغيرهم
نظام الملك هو أحد اهم الوزراء السلاجقة كان يعمل تحت امرة السلطان الب أرسلان ثم ابنه وكان مهتما بالعلوم والعلم وانشئ المدارس النظامية وقتل على يد أحد أعضاء فرقة الحشاشون وبأمر من حسن الصباح.
حسن الصباح: / 1037م - 518 ه/ 1124م)، وُلد وتوفي في فارس (إيران). كان شيعيًا اثنا عشريًا وبعدها اعتنق المذهب الإسماعيلي في سن السابعة عشر. كان يلقب بالسيد أو شيخ الجبل هو مؤسس ما يعرف بالدعوة الجديدة أو الطائفة الإسماعيلية الزارية المشرقية أو الباطنية أو الحشاشون حسب التسمية الأوروبية
عمر الخيام غِيَاثُ الدِّينِ أبو الفُتُوحِ عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ صَالِحٍ الخَيَّامُ النَّيْسَابُورِ
رباعيات الخيام هي مجموعة شهيرة من القصائد. كتبها عمر الخيام. تتميز بأسلوبها الفريد والفلسفة الغنية. رباعيات الخيام تأثرت الأدب والثقافة الإسلامية على مر العصور. فكرها الحكيم والشاعري جعلها من أهم الإنجازات الأدبية في تاريخ الفكر الإسلامي. جزء أساسي من رواية “سمرقند” هو رباعيات الخيام. تمثل رؤية فلسفية وروحية توجه أحداث الرواية. “عندما يبزغ الفجر، خذ كأسك واشربها، فالزمن لا ينتظر أحداً.”
الصراع: كتب كثيرا من الكتاب عن صراع المذاهب منها قرئت منها "ثلاثية غرناطة" لرضوى عاشور، و"الموريسكي" لحسن أوركيد، هذان يؤرخان لحقبة زمنية معينة، بل وهناك "عزازيل" ليوسف زيدان التي تحكي جانبا مهما من تاريخ صراع المذاهب المسيحية في المشرق "آلموت" لفردريك بارتول عن الحشاشون والمذهب الإسماعيلي والان “سمر قند" لمؤلفها أمين معلوف، تندرج مع ذكر، تتوزع أحداث الرواية بين حقبتين زمانيتين متباعدين شيئا ما، لكن الكاتب استطاع أن يدمج بين الزمانين، ليخلق بذلك حبكة رائعة وسلسة لروايته.
صدرت الرواية في نسختها الأولى في العام 1988م، وصفحة الويكيبيديا العربية لتنظيم القاعدة تقر بأن التنظيم أسس بين نهاية ذلك العام والعالم التالي له. مفارقة غريبة، خصوصاً حين تقرأ في صفحاتها وصفاً لحركة الحشاشين لا يختلف كثير عمّا رأيناه من عمليّات للقاعدة ولداع من بعدها وتلك الحركات المشبوهة
رواية سمرقند هي مزيج من الفن الروائي والبحث التاريخي.. اتخذت احداث الرواية في حقبتين زمنيتين مختلفتين تماما. الأولى في زمن عمر الخيام النيسابوري (القرن الثالث عشر) والثانية في زمن جمال الدين الأفغاني (نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين). وقد قسمت الرواية الى 4 كتب: شعراء وعشاق، فردوس الحشاشين، نهاية الأعوام الألف وشاعر تائه
الرواية كأنها قصة فلم يتحدث عن كارثة كبيرة ربما impossible- titanic الفلمان يتحدثان عن كارثة طبيعية وافق النجاة وهذا ما أراده امين ما هي افق السلامة والنجاة حيث حاول الكاتب توضيح صراعات الأفكار في العصر الإسلامي الذهبي. الرواية تصوّر النزاع بين العديد من التوجهات، من فلسفة وتصوف، إلى تيارات إسلامية متشددة كالحشاشين. فالرواية توضح صراعات الأفكار في العصر الإسلامي الذهبي. الرواية تصوّر النزاع بين العديد من التوجهات، من فلسفة وتصوف، إلى تيارات إسلامية متشددة كالحشاشين. هذه الصراعات تؤثر بشدة على حياة الشخصيات والأحداث. كما تبرز في التحليل الفلسفي والروحي للقضايا. مثلاً، عرضت الرواية شخصية عمر الخيام كرمز للتصوف والفلسفة. كان يواجه الأفكار المتشددة كالحشاشين. هذا الصراع يمثل تنوّع الأفكار والثقافة في ذلك الزمن، ويظل له تأثيره على الوقت الحاضر. تبيّن الرواية أثر الصراع الفكري على الأحدث التاريخية والشخصيات في قصة سمرقند. التوجهات المختلفة كان لها دور مباشر في توجيه القرارات والسياسات آنذاك.
أن الرواية تشمل أيضا تخليدا لوقائع حياة الشاعر عمر الخيام بطريقة فنية هذا بالإضافة إلى العمر الآخر في الرواية ، و هو عمر بنيامين الأمريكي ،فهي رواية مقسمة لوقتين مختلفين كعدد زمني و متشابهين في تقاسيم الأحداث هي تتحدث عن عمرين كما ذكرت،و عمر الثاني سمي تيمنا بعمر الشاعر و هذا ليس وجه التقارب الوحيد فكليهما احتضنتهما أرض فارس و انغرس في قلبيهما حب لامرأة فارسية فالخيام أحب الجارية المقربة من الملكة ،و هي جهان المولعة بالشعر و السلطة بنيامين هام بأخت الشاه و رحل معها على متن تيتانيك حاملين معهما مخطوطة رباعيات الخيام ،فالولع القلبي جمعهما و أيضا الولع الشعري،و هاتك رابط آخر يجمع العمرين و هو عزوف كليهما عن التوغل في السياسة مع أن إغوائها كان يأتيهما على طبق من فضة،و العمران أيضا في شخصيتيهما غربة و ألفة ،فالخيام جمع النسك و الهيمان ،و طرب للاستئناس بالنجوم مع تجرعه للكاشو بنيامين حمل إثما ثانيا غريبا على مجتمعه و هو عمر ،و طاب له التجوال بين البلدان، و تعلقت روحه بإيران و بإحدى أميراتها هي شيرين ففي الرواية حب لنساء احتوتهن العروش من قبل البطلين ،و رفض للاقتراب من مصارع السياسة بالرغم من مجالسة كل منهما لندماء من الأعيان ...
هناك أيضا شخصية دخلت الأحداث و هي شخصية حسن الصباح زعيم الحشاشين ،و الكاتب صورها بحرفية كبيرة في الوصف فهو يرفع الغطاء عنها تدريجيا أمامنا و أمام الخيام ،هو حسن الذي سخر حياته بكل ما فيها ليكون الدولة التي يأملها و إن أدى ذلك إلى منيته هو ظهر لنا بألبسة و حلل متباينة على مدار أجزاء الكتاب هو ابن قم ذو العمامة السوداء تارة ، و هو ذو الحلة البيضاء المتصوف تارة أخرو هو المبتعد عن الحكام حينا و المجالس لهم حينا آخرو هو الملك المنتظر كما رأى، و الساعي لإرجاع الحقوق لأصحابها كما زعم ،يختفي بين أسطر الرواية ليعود مرة أخرى و حتى بعد مماته نجد بأن أفعاله السابقة و آرائه و تصوراته تساهم في تقليب الأحداث هذا التقليب يوافق أحيانا ما سعى إليه فأصبح له أتباع و أحيانا يعاكس ما ابتغاه كانفضاض البعض عما أوصاهم بإتباعه إنه زعيم الحشاشين الأسطوري اللاهث وراء جمع مريضيه و توسيع مملكته ،كان شريك عمر الخيام في السكن
- اما القسم الثاني فقد اتى اقل اثارة، بإيقاع بطيء رغم انه اتى بشخصية مؤثرة في هذا الشرق وطبعت الكثير من افكاره، الا وهو جمال الدين الأفغاني واني اعتقد ان معلوف لم يقصد بهذا الربط الا ان جمال الدين هو المرآة المقابلة او الانعكاس لعمر الخيام بوسطيته وتعقله وأفقه الواسع. اما شخصية الأمريكي الذي يبحث عن المخطوط فقد كان رمزية للغرب الذي ينبش كنوز الشرق الضائعة من امثال الخيام والحلاج وجلال الدين الرومي وغيرهم كثر
مخطوط الخيام والهويات القاتلة:
هنا صراع الهوية من قرء كتاب الهويات القاتلة للكاتب يفهم مضمون الكتاب ففي 70 القرن لمنصرم ووقت الثورات ضد شاه إيران مواطن أمريكي من أصول فرنسية، يدعى بنجامين لسواج عمر، نشأ في أسرة محبة للثقافة المشرقية، وخاصة الشاعر المشهور صاحب الرباعيات عمر الخيام. سيقرر الرحيل إلى فرنسا للعثور على مخطوطه بعدما وصله خبر أنه موجود هناك، غير أن الظروف ستضطره للسفر إلى البلد الذي ولد فيه الخيام، بلاد فارس، بعد ما مر بالقسطنطينية، كانت وجهته محددة، فهو سافر قاصدا جمال الدين الأفغاني، بعدما حكى له عنه أحد تلاميذه، وأنه سيساعده في العثور على المخطوط.
رواية “سمرقند” لأمين معلوف تستكشف حياة عمر الخيام. تربط حياته بالأحداث السياسية في بلاد فارس وآسيا الوسطى. كما تصور الصراع الروحي والفكري في العصر الإسلامي الذهبي. هذه القصة تكشف عن عالم الشرق القديم وثقافته. تجسد الرواية الشخصيات والعالم الحديث ونكباته فالتاريخ يكتب مرة واحدة والأحداث الهامة التي شكلت تلك الفترة.