انتهيت منها منذ عدة أيام ولازالت تسيطر على حواسي كلها، فأصبحت أرى أي ست باين على الشقى في الشارع هي "ثومة" بطلة حكايتنا.
لهذا السبب خلق الأدب ليحكي لنا قصة من لا يستطيعون الحكي حتى عن أنفسهم.
تبدأ الرواية بأجواء ساحرة حتى تظن أنها فانتازيا، ولكن يتسلل الواقع المر للأحداث مع كل فصل حتى تدرك أنها قصة كل يوم، الهروب المستمر ورحلة البحث عن أقل القليل من الحياة و الأمان حتى و إن كان ذلك الأمان توفره حفرة -حرفيا-.
البطل في الرواية هو السرد وتدفق الأحداث على مرارتها بكل سلاسة، فتنتقل ثومة من السيرك للبيت الكبير ومنه للبحيرة للصيد وبعدهما المطعم والطبخ يعطيها بصيص الأمل، الأمل الذي ينتهي بها إلى حفرة في باطن الأرض، وعلى الرغم من قسوة وعبيثة الطرح إلا أن تلك الحفرة تصبح أجمل فصول حياتها و أكثرهم شبع.
الفصل الأخير هو الأقسى حيث تصل ثومة في النهاية إلى مفرمة القاهرة.
البطل الثاني و الاكثر تأثيرا هي المشاعر الغير منطوقة .... فثومة ليست حكيمة أو محاربة تملئ شدقيها بكلمات عن المسؤولية و الأمومة و ضرورة التكيف إنما نرى هذا و نشعر به في كل كلمة و حركة وسكنة لها، يكفي أن تقول أمام الرجال الغُرب و خطرهم لست وحدي معي آدم و ربنا قبل كل شئ لنعلم أي نوع من الأمهات هي.
اعتقد أن ثومة ستظل معي فترة طويلة لن تفارقني لا هي ولا نهايتها التي تكلل رحلة العذاب والهروب الطويل بأكليل زجاجي.