حواديت محلية الصنع > مراجعات رواية حواديت محلية الصنع > مراجعة Manal Elsharkawy

حواديت محلية الصنع - علاء أحمد
تحميل الكتاب

حواديت محلية الصنع

تأليف (تأليف) 4.2
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
0

يستمد الأدب المحلي قوته من تلك التفاصيل البسيطة، من اللحظات التي تعكس هموم الناس العاديين، وأحلامهم، وصراعهم مع الحياة اليومية. في هذا السياق، تقدم لنا "حواديت محلية الصنع" مجموعة قصصية تأخذنا إلى عوالم مألوفة مليئة بالشخصيات التي نتفاعل معها في الحياة العادية.

إحدى هذه القصص، المعدية "صابر الثالث" ..تقف بوضوح كأبرز قصص المجموعة، حيث تفيض بمشاهد غنية وصور تنبض بالروح الإنسانية، مما يجعلها مثالية لإعادة اكتشاف السرد من منظور جديد.

"عم صابر ومعديته" تأخذنا في رحلة تجمع بين الحنين للماضي ومواجهة الحاضر، إلى قرية تتشبث بأصالتها في وجه التحضر. المعدية التي يستخدمها عم صابر ليست مجرد وسيلة نقل، بل "حالة رمزية" لحياة هادئة تتلاشى تحت وطأة المدينة دائبة الحركة. هذا الرمز يجسد عالمًا قديمًا بدأ يندثر أمام موجات الحداثة، ليصبح وسيلة تواصل مع الماضي وصورة لصراع الإنسان مع التحولات الاجتماعية.

عم صابرنفسه، كشخصية محورية، يعتبر تجسيد للشخصيات التي تحمل إرثًا من القيم القديمة وتتمسك بالهوية أمام التغيرات المحمومة. ..تتجاوز القصة السرد المباشر لتصبح تأملًا فلسفيًا في علاقة الإنسان بجذوره. فيواجه عم صابر صعوبة في التكيف مع التغيرات المحيطة به، مما يخلق لدى المتلقي شعورًا بالتعاطف والتفكر.

السرد في القصة يعتمد على السرد الكلاسيكي الواقعي، حيث يتبع سردًا خطيًا يسرد الأحداث بشكل تسلسلي. يعتمد السرد أيضًا على الراوي العليم الذي ينقل مشاعر عم صابر وأفكاره، مما يتيح فهمًا أعمق لدواخل الشخصية. هذا الأسلوب يجعل القصة قابلة للتصديق ويزيد من الاندماج في تفاصيل الأحداث.

تعتمد القصة على الوصف التفصيلي لمشاهد القرية والمعدية، حيث يرسم الكاتب المشاهد الريفية بأسلوب حميمي يظهر التباين بين الحياة البسيطة وتحديات العصر الحديث، ليخلق صورًا سردية تجعل القارئ يعيش التفاصيل الصغيرة لعالم عم صابر ويعمق رؤيته لعلاقة الإنسان بمحيطه المتغير.

الحنين عنصر واضح في القصة، حيث يعيش عم صابر بين رغبة في العودة إلى حياة هادئة كانت تميز القرية وبين واقع متغير يفرض عليه الاندماج مع الزمن الحاضر. وفقًا لنظرية الحنين، يمكن اعتبار المعدية رمزًا للماضي، يمثل العودة إلى زمن كان فيه للقرية خصوصيتها، بينما تشكل المدينة تحديًا يجعل العودة إلى الماضي أمرًا مستحيلًا.

وهكذا، تغلق "حواديت محلية الصنع" صفحاتها تاركة في النفس أثرا يشبه أثر الذكريات البعيدة التي نعود إليها كلما باغتنا الحنين لم تكن المعدية صابر الثالث مجرد قصة تروى عن رجل بسيط ومعديته، بل كانت نبضا خفيا يعلو في حناياها، وصورة حية لصراع أبدي بين ما نتمسك به وما تفرضه علينا الحياة من تغيرات...

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق