أول حاجة لازم أقولها إن الرواية دي مش عادية خالص دي رواية لو بدأت فيها هتلاقي نفسك غرقان جواها وبتسأل أسئلة عن الخير والشر عن المصير "مايداي" مش مجرد نداء استغاثة ده مفتاح لسلسلة من الأحداث المريبة اللي بتبدأ من حلم غريب لطفل عنده 6 سنين، وتتحول لحقيقة مرعبة بعد 35 سنة، لما الحلم يقابل الواقع وجهاً لوجه
يحيى كابتن طيار ساكن في أمريكا شغل التزام بس في أول رحلة ليه مع مريم، مساعدة الطيار في روما، كل حاجة بتتقلب فجأة بنلاقي نفسنا في قلب رؤية مش بس مرعبة دي مفزعة طفل اسمه ماركو هيقتل أبوه بعد ساعتين! ومن هنا تبدأ الرواية تكشف الطبقات اللي تحت السطح أنطونيو الأب المدمن اللي بيحبس أولاده في أقفاص قتل مراته ودفنها تحتهم. ماركو، الطفل اللي بيتحول من ضحية لقاتل
في الوقت ده، نداء "مايداي" بيتكرر، بس المرة دي من أوليفيه، شاب مشرد تائب، بيهرب من إدمانه لمطعم بيشتغل فيه ببلاش، وبيكتشف بعد كده إنه اتورط في شبكة ديب ويب بشعة بتستغل الناس المكسورين.
القصة بتمشي في خطين متوازيين، وكل خط بيكمل التاني:
رؤى يحيى الغامضة والماضي اللي بيربطه بمريم وذكرياته مع صديقه كريم عن الإسقاط النجمي والتنويم المغناطيسي والموهبة الغريبة اللي عنده،
والأسئلة اللي ملهاش إجابة واضحة… لحد النهاية.
والسؤال الصعب:
هل اللي بيشوف الشر وما يمنعوش، يبقى شريك فيه؟
هل الحلم ممكن يغير مصير؟
وهل يحيى بجد… قاتل؟ ولا ضحية رؤية ماكنش ليه يد فيها؟
دى مش رواية بس دي رحلة جوا النفس البشرية جوا الندم جوا الهروب وجوا المواجهة بتخلص الرواية وإنت مش ناسي ماركو، ولا أوليفيه، ولا مريم
من أول ما تبص على غلاف الرواية دي، تحس إنك دخلت عالم تاني.. راجل بملامح جامدة جدًا، عينيه مفتوحة على آخرها كأنه شاف حاجة لا تُصدّق أو يمكن لسه بيشوفها فوق رأسه قبعة الطيّارين وكمان الاسم الغريب صيد فيل مجنح دى حاجة مش موجودة أصلا ومستحيلة حاجة مش منطقية، بس العقل البشري قرر يطاردها على أي حال
آفة القتلة المتسلسلين الآخرين "النسق المتكرر".. هناك من يقتل الشقراوات، فيلفت النظر إلى النسق، هناك من يختار العجائز أو الأطفال. النسق هو الذي يتيح للشرطة الربط بين الجرائم ومراقبة المستهدفين.. أما أنا، فلا نسق لي، ولا سلاح مفضل، ولا مكان محدد، ولا دافع واضح.أنا من سيُخضع العالم لقوة القتل والألم، قوة الغريزة المقدسة المنكرة..قوة الجريمة الكاملة.لكني بعد أحلم بما هو أكثر؛ بالجريمة المثالية!!