رواية يوتوبيا لا تُقرأ للمتعة، بل للمواجهة.. مواجهة قاسية مع صورة مستقبلية مُرعبة لانقسام طبقي حاد، يفصل بين قلة مرفهة تعيش خلف الأسوار، وأغلبية مسحوقة في قاع مهترئ من الفقر والانحدار الأخلاقي والاجتماعي.
الفكرة ليست جديدة تمامًا، فقد تناولها الأدب الغربي في نماذج كثيرة، لكن أحمد خالد توفيق قدّمها هنا بلغة مباشرة وموجعة، تنقل للقارئ شعورًا بالاختناق أكثر من أي إثارة. لم يُجمّل شيئًا، ولم يترك مساحة للأمل، بل غاص في أقصى درجات الانحدار، حتى بدا وكأنه يصرّ على أن القادم أسوأ.
الأسلوب سلس وصادم في آنٍ معًا، يحمل طابعًا تحذيريًا واضحًا، ويخاطب القارئ كأن الرواية ليست خيالًا، بل واقعًا يتشكّل ببطء أمام أعيننا.
رغم قِصرها، إلا أن الرواية ثقيلة الأثر، تُثير مشاعر الرفض والغضب وربما اليأس، لكنها لا تمر مرورًا عابرًا.