هذه الرواية تمثل عملًا أدبيًا جميلًا (رغم أنني أراه غير مكتمل) يستكشف عوالم الهامش الاجتماعي والسياسي من خلال قصة بطلها الرئيسي، بنداري. تسلط الرواية الضوء على حياة البسطاء، الذين غالبًا ما يتم تهميش أصواتهم في الأدب والمجتمع، وخاصة في الريف المصري الذي يعاني من التهميش المستمر.
بطل الرواية، بنداري، هو تجسيد لشريحة كبيرة من المجتمع المصري الذي يعيش على الهامش، مكبلًا بالفقر والقمع. يتعمق كمال رُحيم في تحليل شخصية بنداري، موضحًا تطور مشاعره وصراعاته الداخلية والخارجية مع المجتمع الذي يقيد حركته ويضعه في مواجهة تحديات يومية.
يعتمد الكاتب على أسلوب سردي مباشر وجذاب، يجمع بين اللغة الفصحى وتعابير مألوفة من الحياة اليومية، مما يضفي على الرواية حيوية ويقرب الشخصيات من القارئ. كما يتميز رُحيم بقدرته على تصوير التفاصيل الدقيقة للحياة اليومية في الريف المصري، مما يعزز من واقعية الأحداث ويجعل القارئ يشعر بالتورط في هذا العالم البسيط والمعقد في آنٍ واحد.
ومع أن الرواية تتناول قضايا هامة وتطرح تساؤلات أخلاقية واجتماعية عميقة، إلا أنني أرى أن هذا العمل لم يكتمل بالشكل المطلوب. النهاية لا تتماشى تمامًا مع تطورات الأحداث التي بدأها الكاتب، إضافة إلى أن العديد من الشخصيات الثانوية تفتقر إلى العمق الكافي، حيث كانت تحتاج إلى مزيد من التطوير لتبرز بشكل أوضح في السرد وتضيف ثراءً أكبر للقصة.