ظننت في البدء أني سأظلم الكتاب ونفسي بالحري حين أقرأه ضمن تحدي الاثنى عشر يومًا، لكن حقًا حميمية ولطف سرد نهى عودة سهل الأمر كثيرًا بل أكسبه متعة ورحبًا.
كتب التاريخ والحديث عن الحضارات ما أكثرها!، إلا أنها تبقى كتب أكاديمية تقدم المعلومة بلا روح تنبض ولا عين تلاحظ بتدقيق ولا ضحكة تفر من بين الشفاه حين المرور بموقف يستدعي الضحك، ولا تبرز نظرات الفخر والحنين التي تلتمع بها العيون.
نهى عودة من فرط محبتها لأسرتها وما تكنه بداخلها من مشاعر طيبة كزوجة عاشقة لشريكها وأم حنونة أجد فيها طفولة يتميز بها الأنقياء، تكتب من القلب بكل الحب؛ فتصل كتاباتها للقراء بالحب ذاته إن ام يزد!
رحلة طيبة قضيتها مع صفحات الكتاب وصوره في ضيافة نهى وأسرتها الصغيرة لمدة عدة أيام سبقت عيد زواجها الرابع في مدينة النور.
لن يسعني سوى تمني المزيد من السعادة لها ولأسرتها ودوام نعمة السفر وكتابة المزيد من أجزاء السلسلة لأرى العالم الذي لم أزوره بعيونها الواعية المدققة في التفاصيل، لكن لا يعوزها العيون البسيطة التي ترى الجمال وتعلنه بوضوح من شتى الحضارات التي مرت بها في أسفارها.